قال الطبراني:"لا يُرْوَى هذا الحديث عن صُبَيْح مولى أُمِّ سَلَمَةَ، عن النبيِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم إلَّا بهذا الإِسناد، تفرَّد به حسينٌ الأشقرُ، وقد رواه السُّدِّيُّ عن صُبَيْح، عن زيد بن أَرْقَم".
قال الحافظ ابن حَجَر في "الإصابة"(٣/ ١٧٥ - ١٧٦) بعد أن ذكر حديث الطبراني هذا: "صُبَيْح شيخ السُّدِّيّ وصفوه بأنَّه مولى زيد بن أَرْقَم وأنَّه تابعي، فإن كانت رواية إبراهيم محفوظة فهما اثنان، وكلامُ أبي حاتم يقتضي أنهما واحد".
أقول: الظاهر أنَّ هذه الرواية غير محفوظة كما يستفاد من رواية الطبراني في "الكبير" من طريق أبي الجَحَّاف، عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن صُبَيْح.
وكذلك فإنَّ الهيثمي في "مجمع الزوائد"(٩/ ١٦٩) قد قال عقب ذكر للرواية المتقدِّمة: "رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه من لم أعرفهم".
* * *
١٠٢٣ - حدَّثنا محمد بن أحمد بن رِزْق -إملاءً-، حدَّثنا أبو بكر تمَّام بن سليمان الهاشمي، أخبرنا عبد اللَّه بن أحمد بن حَنْبَل، حدَّثني أبي، حدَّثنا سفيان، عن مُجَالِد، عن الشَّعْبِيّ، عن أبي سَلَمَة بن عبد الرحمن،
عن عائشة قالت: قلتُ يا رسول اللَّه رأيتك واضعًا يَدَكَ على مَعْرَفَةِ الفَرَس وأنت تُكَلِّمُ رَجُلًا؟ -قال أبي: وقال سفيان مرَّةً: قالت عائشة: رأيْتُكَ يا رسولَ اللَّه واضعًا يَدَكَ على مَعْرَفَةِ فَرَسِ دِحْيَةَ الكَلْبِيّ وأنتَ تكلِّمه؟ - قال:"رَأَيْتِهِ"؟ قلتُ: نعم. قال:"ذاك جبريل وهو يُقْرئكِ السَّلامَ". قالت: وعليه السَّلامُ ورحمةُ اللَّه وبركاته جزاهُ اللَّهُ خيرًا مِنْ صاحبِ ودَخِيلٍ، فَنِعْم الصَّاحِبُ ونِعْمَ الدَّخِيلُ.
"قال سفيان: الدَّخِيلُ: الضيف".
(٧/ ١٤٠) في ترجمة (تمَّام بن محمد بن سليمان الهاشمي أبو بكر).