أقول: بل هو حسن، من أجل (عاصم بن بَهْدَلة الأَسَدِي المقرئ) فإنه صدوق. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (٥٩٢).
و (عاصم) موجود أيضًا في إسناد ابن حِبَّان.
وبلفظ المرفوع عند الخطيب رواه الطبراني في "الكبير"(٨/ ١٢٤) رقم (٧٥٠٦) من حديث أبي أمامة، ورجاله ثقات كما قال الهيثمي في "المجمع"(٣/ ٤٦).
أقول: رجال إسناده حديثهم حسن عدا شيخ الطبراني (محمد بن أحمد بن أبي خيثمة)، فقد ترجم له الخطيب في "تاريخه"(١/ ٣٠٣ - ٣٠٤) وقال: "كان فهمًا عارفًا". ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
وقد قال العُقَيْلِي في "الضعفاء"(١/ ١٥٧) -في ترجمة (بُرَيْد بن أَصْرَم) - بعد روايته لحديث عليّ المتقدِّم:"له عن النبيِّ عليه السَّلام إسناد صحيح".
* * *
٨٥٠ - أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبد اللَّه بن إسحاق بن إبراهيم البَغَوي، حدَّثنا إبراهيم بن إسماعيل، حدَّثنا بِشْر بن سَيْحَان، عن حَلْبَس الكَلْبِي.
وأخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل -بِنَيْسَابُور، واللفظ له-، حدَّثنا أبو عبد اللَّه محمد بن عبد اللَّه بن أحمد الصَّفَّار الأَصْبَهَاني -إملاءً في سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة-، حدَّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل بن محمد السُّيُوطِيُّ -ببغداد-، حدَّثنا بِشْر بن سَيْحان، حدَّثنا حَلْبَس الكَلْبِي، حدَّثنا سفيان الثَّوْري، عن أبي الزِّنَاد، عن عبد الرحمن الأعرج،
عن أبي هريرة قال: قال رَجُلٌ يا رسول اللَّه إنِّي زوَّجتُ ابنتي وأنا أُحِبُّ أن تُعينَني، قال:"ما عندي شيءٌ، ولكن الْقَنِي غَدًا في وقتٍ تجئني وقد أَجَفْتُ البابَ (١)، وجِئْنِي معكَ بقَارُورَةٍ واسعة الرَّأس وعُودِ شَجَرَةٍ"، قالَ فجاءَ، فَجَعَلَ يَسْلُتُ العَرَقَ عن ذِرَاعَيْهِ حتَّى مَلأَ القَارُورَةَ. قال: "خُذْهَا وَأَمُرْ أهلك إذا أرادت أن
(١) أي رددت الباب. انظر "القاموس المحيط" مادة (جوف) ص ١٠٣١. وفي "المعجم الأوسط" للطبراني (٣/ ٤٣٤): "وآية بيني وبينك أن أُجيفَ ناحية الباب".