الفاسق المُعْلِن بفسقه. وأخرج في "الشُّعَب" له، بسند جيِّد، عن الحسن أنه قال: ليس في أصحاب البدع غيبة. ومن طريق ابن عُيَيْنَة أنه قال: ثلاثة ليست لهم غِيبة: الإمام الجائر، والفاسق المُعْلِن بِفِسْقِهِ، والمُبْتَدعُ الذي يدعو النَّاس إلى بِدْعَتِهِ. ومن طريق زيد بن أسلم قال: إنما الغيبة لمن لم يعلن بالمعاصي. . . ".
وانظر في شرح الحديث: "فيض القدير" (١/ ١١٥ - ١١٦)، و"نوادر الأصول" للحكيم التِّرمِذِيّ ص ٢١٣.
* * *
١٠٦ - أخبرنا الحسن بن أَبي طالب قال: نبأنا أحمد بن محمد بن عِمْران بن عُرْوَة قال: نبأنا أبو سعيد محمد بن أحمد الأصبهاني -صاحب عَضُد الدَّوْلَة، مِنْ حِفْظِهِ، ولم يكن عنده حديث غيره- قال: نبأنا أبو جعفر محمد بن عمر بن حفص الأصبهاني قال: نبأنا أبو هُدْبَة،
عن أنس بن مالك، عن النبيِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: "أَحَبُّكُم إلى اللَّه أَحَاسِنُكُم أخلاقًا، المُوَطَّؤونَ أَكْنَافًا، الذين يَأْلَفُونَ ويُؤْلَفُونَ، وإنَّ أَبْغَضَكُمْ إلى اللَّه المَشَّاؤونَ بالنَّمِيمَةِ، والمُفَرِّقُونَ بينَ الإِخوانِ، الملتمسونَ لهم العَثَرَاتِ".
(١/ ٣٨٢) في ترجمة (محمد بن أحمد المَطْبَخِيّ الأَصْبَهَانيّ أبو سعيد).
ففيه (أبو هُدْبَة) وهو (إبراهيم بن هُدْبَة الفارسي البَصْري)، قال ابن حِبَّان عنه في "المجروحين" (١/ ١١٤): "دجَّال من الدجاجلة، وكان رقَّاصًا بالبَصْرة يُدْعَى إلى الأعراس فيرقص فيها، فلمَّا كبر جعل يروي عن أنس ويضع عليه". وستأتي ترجمته في حديث (٩٠٩).
وفيه صاحب الترجمة (محمد بن أحمد المَطْبَخِيّ الأَصْبَهَانيّ أبو سعيد) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.