للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففيه صاحب الترجمة (محمد بن مَزْيَد الخُزَاعِي ابن أبي الأَزْهَر) وهو كذَّاب. وتقدمت ترجمته في حديث (٣٧٥).

قال الحافظ الخطيب عقبه: "هذا الحديث موضوع إسنادًا ومَتْنًا، ولا أُبْعِدُ أَنْ يكون ابن أبي الأَزْهَر وضعه، ورواه عن قَابُوس عن أبيه عن جَدِّه عن جابر، ثم عرف استحالة هذه الرواية، فرواه بَعْدُ ونقص عنه: (عن جَدِّه)، وذلك أنَّ أبا ظَبْيَان رأى سلمان الفارسي وسَمِع منه، وسَمِعَ من عليّ بن أبي طالب أيضًا. واسم أبي ظَبْيَان: حُصَيْن بن جُنْدُب، وجُنْدُب أبوه، لا يُعْرَف أَكَانَ مُسْلِمًا أو كافرًا؟ فضلًا عن أن يكون روى شيئًا. ولكن في الحديث الذي ذكرناه عنه فسادٌ آخر لم يقف واضعه عليه فيغيره، وهو استحالة رواية سعيد بن عامر عن قَابُوس، وذلك أنَّ سعيدًا بصري، وقابوسًا كوفي، ولم يجتمعا قطّ، بل لم يُدْرِكْ سعيدٌ قابوسًا! وكان قابوس قديمًا روى عنه سفيان الثَّوْري وكُبَراء الكوفيين، ومِنْ آخر مَنْ أدركهـ جَرير بن عبد الحميد، وليس لسعيد بن عامر رواية إلَّا عن البصريين خاصة، واللَّه أعلم".

أقول: هذا نقدٌ عالٍ من الإِمام الحافظ الخطيب رحمه اللَّه يدل على عظيم عِلْمِهِ في الرجال ومعرفة العِلَلِ.

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات" (١/ ٤٠٩) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، ونقل قوله السابق.

وأقرَّه السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة" (١/ ٣٩١ - ٣٩٢)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزية الشريعة" (١/ ٤٠٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>