ابن جُبَيْر أنَّ رجلًا أتى النبيَّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم طويلًا شطب الممدود. وأحسب أنَّ محمد بن هارون صحَّف فيه، والصَّواب ما قال غيره. قلت -القائل الخطيب-: قد رواه أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني عن أحمد بن عبد الوهاب بن نَجْدَة الحَوْطِي عن أبي المغيرة كرواية أبي نَشِيط". ثم ساقه من هذا الطريق.
وذكره الحافظ ابن حَجَر في "الإصابة" (٢/ ١٥٢) في ترجمة (شَطْب الممدود أبو طويل الكِنْدي)، وعزاه إلى البَغَوي وابن السَّكَن وابن أبي عاصم وابن الزَّبْر (١) والبزَّار والطبراني من طريق عبد الرحمن بن جُبَيْر عن أبي طويل شطب الممدود. وقال: "قال ابن السَّكَن: لم يروه غير أبي نَشِيط -يعني عن أبي المغيرة عن صفوان بن عمرو-. قلت -القائل ابن حَجَر-: وهو حصر مردود، فقد أخرجه الطبراني من غير طريقه. وقال: ابن مَنْدَه: غريب تفرَّد به أبو المغيرة. قلت -القائل ابن حَجَر-: هو على شرط الصحيح. . . . وقال البَغَوي: أظن أنَّ الصَّواب عن عبد الرحمن بن جُبَيْر: أنَّ رجلًا أتى النبيَّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم طويلًا شطبًا، والشَّطْبُ في اللغة: الممدود. يعني فظنه الراوي اسمًا فقال فيه عن شطب أبي طويل".
وله شاهد من حديث عمرو بن عَبَسَة، رواه أحمد في "المسند" (٤/ ٣٨٥)، وابن أبي الدُّنْيَا في كتاب "حسن الظنِّ باللَّه عزَّ وجلَّ" ص ١١٨ رقم (١٤٤)، من طريق نوح بن قيس، عن أشعث بن جابر الحُدَّاني، عن مكحول، عن عمرو بن عَبَسَة رضي اللَّه عنه قال: "جاء رجل إلى النبيِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم شيخ كبير،
(١) هو (أبو سليمان محمد بن عبد اللَّه بن أحمد بن ربيعة بن زَبْر الرَّبَعي)، ترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر" (١٦/ ٤٤٠ - ٤٤١) وقال: الشيخ العالم الحافظ. . . محدِّث دمشق. . . له كتاب "الوفيات" على السنين، مشهور". قال الكَتَّاني في "الرسالة المستطرفة" ص ٢١٢: "جَمَعَهُ من الهجرة ووصل إلى سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة". وكانت وفاته عام (٣٧٩) للهجرة.