وقد ترجم الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(١/ ٨٧) لـ (أحمد بن جعفر بن عبد اللَّه). وقال:"شيخ لأبي نُعَيْم الحافظ، ذكر ابن طاهر أنَّه مشهور بالوضع". ومثله في "اللسان"(١/ ١٤٤) وأضاف: "وأظنه الذي بعده". يشير إلى (أحمد بن جعفر النَّسَائي أبو الفرج). وقد قال في ترجمته:"قال ابن فُرَات الحافظ: ليس بثقة. مات سنة ست وستين وثلاثمائة: روى عنه البَرْقَاني وأبو نُعَيْم. وقال الخطيب: سألت البَرْقَاني عنه فقال: كتبت عنه شيئًا يسيرًا ولا أعرف حاله".
أقول: ما ذكره ابن عَرَّاق عن بعض أشياخه من كون (أحمد بن جعفر الدُّوري) هو من اسم جَدِّه (عبد اللَّه)، وأنَّه مشهور بالوضع. مقبول من طرف ومتوقف فيه من جانب أخر
أمَّا الطرف المقبول، فهو أنَّ الذَّهَبِيّ قد ذكر أنَّه شيخ لأبي نُعَيْم، والحديث يرويه الخطيب من طريق (محمد بن المظفَّر)، عنه. وإذا علمنا أنَّ ولادة (أبي نُعَيْم) كانت سنة (٣٣٦ هـ)، ووفاته (٤٣٠ هـ)، وأنَّ (محمد بن المظفَّر البزَّاز) كانت وفاته سنة (٣٧٩ هـ) -وهو أحد شيوخ أبي نُعَيْم أيضًا كما في "تاريخ بغداد"(٣/ ٢٦٣ - ٢٦٤) -، كان ظن بعض أشياخ ابن عرَّاق قريبًا ولا يبعد.
أمَّا الطرف الذي فيه توقف، فهو أنَّ الخطيب عندما ساق نسبه قال:(أحمد بن جعفر بن محمد بن عليّ بن الهيثم الثَّعْلَبِي الدُّوري)، فجدُّه هو (محمد بن عليّ)، بينما الذي نقله ابن عَرَّاق عن بعض أشياخه أن جدّه اسمه (عبد اللَّه)؟ وهو الذي ترجم له الذَّهَبِيّ ومن بعده، وهو الوضَّاع المشهور.
ومن المحتمل أن يكون (عبد اللَّه) هو جدُّه الأعلى البعيد، وهذا كثيرًا ما يصنعه الوضَّاعون تدليسًا وتَعْمِيَةً لكي لا يُعْرَفُوا، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
كما أنَّ فيه (محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى العَلَوي)، ترجم له الخطيب في "تاريخه"(٣/ ٣٧ - ٣٨) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.