وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(٢/ ٣٧٣ - ٣٧٤)، ولخَّص تعقيبه فقال:"تُعُقِّب بأنَّ الحديث حسن صحيح له طرق كثيرة وشواهد. جاء من حديث جابر بن عبد اللَّه، أخرجه الحارث في "مسنده". قلت -القائل ابن عَرَّاق-: وأوَّله فقط في "صحيح مسلم" بلفظ: "إذا كَفَّنَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُحَسِّنْ كَفَنُهُ"، واللَّه تعالى أعلم. ومن حديث أبي قَتَادَة، أخرجه التِّرْمِذِيّ وحَسَّنَهُ. وفي كتاب "القبور" لابن أبي الدُّنْيَا عن ابن عبَّاس موقوفًا: "تحشر الموتى في أكفانهم". وفي "مصنَّف ابن أبي شَيْبَة" عن ابن سيرين قال: "كان يحب حسن الكفن ويقال: إنَّهم يتزاورون في أكفانهم". قلت -القائل ابن عَرَّاق-: وفي "سنن سعيد بن منصور" عن عمر موقوفًا: "أحسنوا أكفان موتاكم فإنَّهم يبعثون فيها يوم القيامة". ولا ينافي ذلك ما ثبت من أنَّهم يحشرون عُرَاةً، إذ يمكن الجمع بأنهم يبعثون من القبور بثيابهم ثم يحشرون عُرَاةً، واللَّه تعالى أعلم".
وذكر الشيخ الألباني حديث أنس مطوَّلًا في "الصحيحة"(٣/ ٤١١ - ٤١٣)، وذكر ما تقدَّم عن السُّيُوطِيِّ ومال إليه، وقال:"فالحديث عندي حسن بمجموع هذه الطرق، واللَّه أعلم". ثم ذكر متابعًا لحديث البيهقي الذي أخرجه في "الشُّعَب"(٧/ ١٠) رقم (٩٢٦٨) ط بيروت -وذكره السُّيُوطيُّ في "اللآلئ"(٢/ ٤٤١) - من طريق مسلم بن إبراهيم الورَّاق، عن عِكْرِمَة بن عمَّار، عن هشام بن حسَّان، عن ابن سيرين، عن أبي قَتَادَة مرفوعًا:"من ولي أخاه فليحسِّن كفنه فإنَّهم يتزاورون فيها"، فقال:"ثم وجدت للورَّاق -وكان قد ذَكَرَ مِنْ قَبْلُ أنَّه لم يجد له ترجمة- متابعًا قويًا، فقال ابن السَّمَّاك في "حديثه" (٢/ ٩٥/ ٢): حدَّثنا عبد المَلَكُ، حدَّثنا إسماعيل بن سِنَان أبو عمرو بن عُبَيْدَة العُصْفَري، حدَّثنا عِكْرِمَة بن عمَّار -به-. . . وهكذا أخرجه أبو عمرو بن مَنْدَه في "المنتخب من الفوائد" (ق ٢٥٤/ ١) عن أبي قِلَابَة الرَّقَاشي، حدَّثنا إسماعيل بن سِنَان أبو عُبَيْدَة العُصْفُري به. وهذا إسناد جيِّد في الشواهد والمتابعات، رجاله رجال مسلم غير