وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(٩/ ١١٢) بعد أن ذكره من حديث ابن عبَّاس: "رواه الطبراني من رواية إبراهيم بن الحجَّاج عن عبد الرزاق. قال الذَّهَبِيُّ: إبراهيم هذا لا يعرف. وبقية رجاله رجال الصحيح. ورواه بإسنادٍ آخرَ ضعيف".
أقول: لم أقف عليه عند الطبراني في "الكبير" من طريق إبراهيم بن الحَجَّاج الذي ذكره الهيثمي.
والظَّاهر أنَّ الهيثمي يشير في قوله:"ورواه بإسناد آخر ضعيف". إلى الإسناد السابق عن محمد بن جَابَان والحسن بن عليّ، واللَّه أعلم.
ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(١/ ٢٢٠ - ٢٢٢) عن الخطيب من طرقه الثلاث، طريقه هذا، والطريقين القادمين برقم (٥٤٦) و (٥٤٧)، وقال:"هذا حديث تفرَّد به عبد الرزاق، وكان منسوبًا إلى التَّشَيُّع، وقد اتَّهمه أقوام، وإن كان قد أُخْرِج عنه في "الصحيح". قال عبَّاس بن عبد العظيم لمَّا قَدِمَ من صَنْعَاء: واللَّهُ تجشمت إلى عبد الرزاق، وإنَّه لكذَّاب، والوَاقِدِيّ أصدق منه. وقال ابن عدي: حدَّث بأحاديث في الفضائل لم يوافقه أحد عليها ومثالب لغيرهم، مناكير. . . وقد ذكرنا أنَّ مَعْمَرًا كان له ابن أخ رافضيًا، فيجوز أن يكون من إدخاله، ثم قد رواه عن عبد الرزاق ثلاثة، أحدهم: إبراهيم بن الحجَّاج، والثاني: أبو الصَّلْت -وقد اتفقوا على أنَّه كذَّاب-، والثالث: أحمد بن عبد اللَّه بن يزيد، قال: كان يضع الحديث".
ثم ذكر أنَّ الحسين بن عبيد اللَّه الأَبْزَارِيّ قد سَرَقَ مَتْنَ الحديث وَرَكَّبَ له إسنادًا، وذكره ثم عقَّب عليه بقوله:"هذا حديث موضوع، وهو ممَّا عِمِلَهُ الأَبْزَارِيّ".
أقول: غفر اللَّه للإمام ابن الجَوْزِيّ لما نقله عن عبَّاس بن عبد العظيم في حقِّ الإِمام عبد الرزاق الصَّنْعَانِيّ مُقِرًّا له.