وضعه اللَّه في الأرض، فأفشوا السلام بينكم"، صحيح، وجُلُّ الشواهد التي ساقها السيوطي هي لهذا الشطر من الحديث، ليس فيها قوله "تحيَّةً لأهل دِيْنِنَا وأمانًا الأهل ذِمَّتِنَا".
ومن أحسن هذه الشواهد، ما رواه البُخَاري في "الأدب المفرد" ص ٣٣٢ رقم (٩٩٢) عن شهاب، حدَّثنا حمَّاد بن سَلَمة، عن حُمَيْد، عن أنس مرفوعًا باللفظ المذكور.
أقول: هذا إسناد صحيح رجاله رجال الشيخين غير حمَّاد بن سَلَمة فإنَّه من رجال مسلم وحده.
و(شِهَاب) هو (ابن عبَّاد العَبْدِي الكوفي أبو عمر)، انظر ترجمته في "تهذيب الكمال" (١٢/ ٥٧٣ - ٥٧٥).
أمَّا قوله في الحديث "تحيَّةً لأهل دِيْنِنَا وأمانًا لأهل ذِمَّتِنَا"، فله شواهد.
فقد رواه القُضَاعي في "مسند الشِّهَاب" (١/ ١٧٩ - ١٨٠) رقم (١٨٤) من طريق طلحة بن زيد، عن الأَوْزَاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أنس مرفوعًا بلفظ: "السَّلامُ تحيَّةٌ لِمِلَّتِنَا وأَمَانٌ لِذِمَّتِنَا".
وفي إسناده (طلحة بن زيد القُرَشي الرَّقِّي الدِّمَشْقِي) وهو متروك، واتُّهم. وستأتي ترجمته في حديث (٦٤٠).
وله شاهد آخر رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (٨/ ١٢٩) رقم (٧٥١٨)، و"المعجم الأوسط" -كما في"مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (٥/ ٢٥٦) رقم (٣٠٢٢) -، والبيهقي في "شُعَب الإيمان" (٦/ ٤٣٦) رقم