ثم وجدت ابن الجَوْزي يرويه في "العلل المتناهية"(٢/ ٣٢٦ - ٣٢٧)، من الطريق السابق عن ابن عبَّاس مرفوعًا، وقال: هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم". وأعلَّه بـ (عليّ بن زيد)، ونقل بعض أقوال النُّقَّاد فيه.
وله شاهد آخر من حديث أبي هريرة مرفوعًا بنحو حديث ابن عبَّاس، رواه البزَّار في "مسنده" (٤/ ٢٢٣) رقم (٣٥٨٢) -من كشف الأستار-، والبيهقي في "شُعَب الإيمان" (٦/ ٢٧٧) رقم (٨١٤٣) -ط بيروت-، والعُقَيْلِي في "الضعفاء" (٤/ ٢٣٧)، وابن عدي في "الكامل" (٦/ ٢٣٣١) -كلاهما في ترجمة (المِنْهَال بن خَلِيفة العِجْلِي) -، من طريق المِنْهَال بن خَلِيفة، عن عليّ بن زيد، عن سعيد بن المُسَيَّب، عن أبي هريرة.
قال العُقَيْلِيُّ: "لا يُتَابَعُ عليه إلَّا من طريق يقاربه (١)، وإنما يُرْوى هذا مُرْسَلًا".
ثم رواه من طريق حمَّاد قال: أخبرنا ثابت بن مُطَرِّف بن كَعب، أنَّه قال: "أجد في الكتاب أنَّه ما من آدمي إلَّا في رأسه حَكَمةٌ بيد مَلَكٍ فإن ارتفع وضعه اللَّه وإن تواضع رفعه اللَّه".
وقد حَسَّنَ المنذري في" الترغيب والترهيب" (٣/ ٥٦١)، والهيثمي في "مجمع الزوائد" (٨/ ٨٣)، إسناد حديث أبي هريرة بعد أن عزياه للبزَّار.
وهو موضع نظر كذلك، فإنَّ في إسناده إلى جانب (عليّ بن زيد): (المِنْهَال بن خَلِيفة العِجْلِي)، فإنَّه ضعيف كما قال ابن حَجَر في "التقريب" (٢/ ٢٧٧).
قال الحافظ العِرَاقي في "تخريج أحاديث إحياء علوم الدِّين" (٣/ ٣٤٠):
(١) إشارة منه رحمه اللَّه إلى طريق ابن عبَّاس السابق، واللَّه أعلم.