للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

بيده ويُسَوِّي عليها. فوالذي بعثه بالحق ما ماتت منها وَدِية واحدة. وبقيت عليّ الدراهم. فأتاه رجل من بعض المغازي (١) بمثل البيضة من الذهب. فقال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: "أين الفارسي المسلم المُكَاتَبُ"؟ فَدُعيتُ له، فقال: "خذ يا سلمان، فأدِّ بها ما عليك". فقلت: يا رسول اللَّه وأين تقع هذه ممَّا عليّ؟ قال: "فإن اللَّه سيؤدي بها عنك". فوالذي نفس سلمان بيده لَوَزَنْتُ لهم منها أربعين أُوقيّة فأديتها إليهم وعتق سلمان. وكان الرِّقُّ قد حبسني حتى فاتني مع رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم بدر وأحد، ثم عتقت فشهدت الخندق ثم لم يفتني معه مشهد.

(١/ ١٦٤ - ١٦٩) في ترجمة (سلمان الفارسي).

مرتبة الحديث:

صحيح بمجموع طرقه.

وقد رواه الحافظ الخطيب من خمسة طرق:

الأوَّل: عن أبي بكر أحمد بن الحسن الحَرَشي، عن العبَّاس الأَصَمّ، عن أحمد بن عبد الجبار العُطَارِدِيّ، عن يونس بن بُكَيْر، عن محمد بن إسحاق قال: حدَّثني عاصم بن عمر بن قَتَادة، عن محمود بن لبيد، عن ابن عبَّاس، عن سلمان، به.

أقول: رجال إسناد هذا الطريق حديثهم حسن، عدا (أحمد بن عبد الجبَّار العُطَارِديّ) فإنه "ضعيف، وسماعه للسيرة صحيح" كما قال الحافظ ابن حَجَر في التقريب" (١/ ١٩). وستأتي ترجمته في حديث (١٨٨). لكنه قد توبع كما سيأتي. وقد صرَّح ابن إسحاق بالتحديث.

الطريق الثاني: عن أحمد بن عثمان السُّكَّرِيّ، وعلي بن محمد الإيَادي، عن أبي بكر محمد بن عبد اللَّه الشَّافِعِي، عن محمد بن شَدَّاد المِسْمَعيّ، عن


(١) صُحِّفَ في المطبوع إلى "المعادن"! ! والتصويب من "مسند أحمد" (٥/ ٤٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>