كما أنَّ فيه عنعنة (بَقِيَّة بن الوليد الحِمْصِي)، وهو مُدَلِّسٌ مشهور بالتدليس عن الضعفاء، ولا يُقْبَلُ حديثه إلَّا إذا صرَّح بالسماع. انظر "طبقات المدلِّسين" لابن حَجَر ص ١٢١. وقد سبقت ترجمته في حديث (١٨٤).
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(٣/ ٢٢٦) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"فيه محمد بن راشد، قال أبو بكر الخطيب: هو مجهول عندنا. وقال الدَّارَقُطْنِيّ: متروك. وفيه عبد الحميد، قال ابن حِبَّان: يقلب الأخبار ويروي المناكير عن المشاهير فاستحق الترك ليس بمحفوظ".
أقول: قول ابن الجَوْزي: "وفيه عبد الحميد. . . "، وَهَمٌ منه رحمه اللَّه، فإنَّه ليس في إسناد الخطيب من اسمه (عبد الحميد)! ! .
وقد رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(٣/ ٢٢٥ - ٢٢٧) في باب (الغفران لمن يتبع جِنَازة)، من حديث عليّ، وابن عبَّاس، وأبي هريرة أيضًا. وأبان عمَّا فيها من العلل، وقال:"هذه الأحاديث ليس فيها ما يصحُّ".
وتعقَّبه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(٢/ ٤٣٠ - ٤٣١)، وساق له عدَّة شواهد يَبْعُدُ معها الحكم على الحديث بالوضع.