كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (محمد بن سعيد بن عبد اللَّه الخَزَّاز السُّوْسِي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
لم يروه بتمام هذا اللفظ غير الخطيب فيما وقفت عليه.
وقد عزاه في "الجامع الكبير"(١/ ٥٥١) إليه وحده.
والشطر الأول من الحديث:"سَيِّدا كُهُول أهل الجنَّة أبو بكر وعمر"، رواه التِّرمِذِيّ في المناقب، باب في مناقب أبي بكر وعمر رضي اللَّه عنهما كليهما (٥/ ٦١٠) رقم (٣٦٦٤)، وأحمد في "فضائل الصحابة"(١/ ١٤٨ - ١٤٩) رقم (١٢٩)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(٢/ ٤٩٧ - ٤٩٨) -مخطوط-، من طريق محمد بن كثير، عن الأَوْزَاعي، عن قَتَادة، عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم لأبي بكرٍ وعُمَرَ: "هذانِ سيِّدا كُهُولِ أَهْلِ الجَنَّةِ مِنَ الأَوَّلِينَ والآخِرينَ إلَّا النَّبيِّينَ والمُرْسَلِينَ".
قال التِّرْمِذِيُّ:"هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه".
أقول: رجاله ثقات رجال الصحيحين إلَّا محمد بن كَثِير -وهو الصَّنْعَاني المِصِّيْصِي أبو يوسف- فإنه كما قال الحافظ ابن حَجَر في "التقريب"(٢/ ٢٠٣): "صدوق كثير الغلط، من صغار التاسعة"/ د ت س. وقال الذَّهَبِيُّ في "الكاشف"(٣/ ٨١): "مُخْتَلَفٌ فيه، صدوق، اختلط بأَخَرَةٍ". وانظر ترجمته في "التهذيب"(٩/ ٤١٥ - ٤١٧).
وقد وقع في "سنن التِّرمِذِيّ" المطبوع أنّه: "محمد بن كَثِير العَبْدِي" -وهو (ثقة) خرَّج له الستة كما في التقريب (٢/ ٢٠٣) -. ويغلب على ظني أنَّ قوله (العَبْدِيّ)، من تحريفات النُّسَّاخ وأوهامهم، فإنَّه في نسخة التِّرمِذِيّ بشرح تحفة