وقال ابن حِبَّان في "الثقات"(٦/ ٣٦٠) في ترجمة (سعيد بن أبي عَرُوبة): "وبقي خمس سنين في اختلاطه وأحبُّ إليَّ أن لا يحتج به إلّا بما روى عنه القدماء قبل اختلاطه مثل: ابن المبارك ويزيد بن زُرَيْع وذويهما".
و(يزيد بن زُرَيْع) روى الحديث عن سعيد بن أبي عَرُوبة بلفظ "أُحُد"، دون شكٍّ، وروايته عند البخاري وأبي داود كما تقدَّم.
أما رواية (قُرَيْش بن أنس الأنصاري) عند الخطيب، و (عِمْرَان بن دَاوَر) عند أبي داود الطَّيَالِسِي، عن سعيد بن أبي عَرُوبة بلفظ "حراء"، فهي مرجوحة، و (قُرَيْش بن أنس) قال عنه في "التقريب"(٢/ ١٢٥): "صدوق تغَّير بأَخَرَةِ". و (عِمْرَان بن دَاوَر القَطَّان) قال عنه في "التقريب"(٢/ ٨٣): "صدوق يَهِم". واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
وما قدَّمت إنما هو بخصوص حديث أنس وحده، وإلّا فإنَّهُ قد صَحَّ من أكثر من طريقٍ أنَّ ذلك كان في (حِرَاء) أيضًا.
ومن ذلك ما رواه مسلم في فضائل الصحابة، باب من فضائل طلحة والزُّبَيْر (٤/ ١٨٨٠) رقم (٢٤١٧)، والتِّرْمِذِيّ في المناقب، باب مناقب عثمان بن عفَّان (٥/ ٦٢٤) رقم (٣٦٩٦)، وأحمد في "المسند"(٢/ ٤١٩)، عن أبي هريرة:"أنَّ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم كان على حِرَاءٍ هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعليّ وطلحة والزُّبَيْر، فتحركت الصخرةُ فقال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: "اهْدَأْ فما عليك إلَّا نبيُّ أو صِدِّيقٌ أو شهيدٌ".
وانظر شواهده أيضًا في: "الفضائل الصحابة" لأحمد رقم (٨٣ و ٨٤ و ٨٦٧ و ٨٦٩ و ١٢٧٤)، و"فضائل الصحابة" للنَّسَائي رقم (٥٣ و ١٠١ و ١٠٣ و ١٠٤)، و"جامع الأصول" (٨/ ٥٦٦ - ٥٦٧) و (٨/ ٦٤٠ - ٦٤١)، و"مجمع الزوائد" (٩/ ٥٥).