وقوله صلَّى اللَّه عليه وسلَّم:"تكون فتنةٌ القاعدُ فيها خيرٌ من القائم، والقائمُ فيها خيرٌ من السَّاعي"، قد صحَّ من طرق أخرى، وكذا خبر ذي الثُدَيَّة فإنَّه ورد من طرق صحيحة أيضًا.
التخريج:
رواه مختصرًا بنحوه دون ذكر خبر ذي الثُدَيَّة، مع ذكر المرفوع مطوَّلًا: أحمد في "المسند"(٥/ ١١٠)، وأبو يَعْلَى في "مسنده"(١٣/ ١٧٦ - ١٧٧) رقم (٧٢١٥)، والطبراني في "الكبير"(٤/ ٦٨ - ٦٩) رقم (٣٦٢٩ و ٣٦٣٠ و ٣٦٣١)، من طريق حُميد بن هلال، عن رجل من عبد القيس -كان من الخوارج ثم فارقهم-، به.
قال الهيثمي في "المجمع"(٧/ ٣٠٣): "رواه أحمد وأبو يَعْلَى والطبراني. . . ولم أعرف الرجل الذي من عبد القيس، وبقية رجاله رجال الصحيح".
والمرفوع من الحديث:"تكون فتنة القاعد فيها. . . "، له شواهد عِدَّة، انظرها في:"جامع الأصول"(١٠/ ٩ - ١٢)، و"مجمع الزوائد"(٧/ ٣٠٠) وما بعد.
ومن هذه الشواهد ما رواه البخاري في الفتن، بابٌ تكونُ فِتْنَةٌ القاعدُ فيها خير من القائم (١٣/ ٢٩ - ٣٠) رقم (٧٠٨١ و ٧٠٨٢)، ومسلم في الفتن، باب نزول الفتن كمواقع القَطْرِ (٤/ ٢٢١١ - ٢٢١٢) رقم (٢٨٨٦)، عن أبي هريرة مرفوعًا:"ستكون فتنٌ القاعدُ فيها خيرٌ من القائم، والقائمُ فيها خيرٌ من المَاشي، والماشي فيها خيرٌ من السَّاعي، مَنْ تَشَرَّفَ لها تَسْتَشْرِفْهُ، فمن وجدَ منها مَلْجَأً أو مَعَاذًا فليَعُذْ به".
وأما خبر ذي الثُدَيَّة فقد تقدَّم الكلام عليه في حديث (٤١).