وذكره الهيثمي في "المجمع"(٢/ ٢١٧ - ٢١٨) وقال: "رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه عبد الرحيم بن يحيى، وهو ضعيف. وروى أحمد (١) منه: "وركعتي الفجر حافظوا عليهما، فإنّ فيهما الرغائب" وفيه رجل لم يسمّ".
أقول: هذا الذي قاله الهيثمي موضع نظر. فإنَّ الإِمام أحمد قد سمّى الرجل من أهل صنعاء، وهو (أيوب بن سليمان) كما تقدَّم عنه. كما أنَّ الذي عند أحمد:"فإنهما من الفضائل"، لا كما ذكر الهيثمي من أنه عنده بلفظ:"فإنَّ فيهما الرغائب".
كما ذكر الهيثمي في "المجمع"(٢/ ٢١٨) عقبه، حديثًا عن رجل من أهل صنعاء عن ابن عمر مرفوعًا، جاء فيه:"وركعتي الفجر حافظوا عليهما فإنَّ فيهما الرغائب". وقال:"رواه أحمد في حديث طويل. رواه أبو داود وفيه رجل لم يُسَمّ".
وهذا كذلك موضع نظر، حيث يفهم منه أنَّ (أبا داود) قد رواه بلفظ أحمد بتمامه الذي ساقه. وليس كذلك فإنَّ أبا داود قد أخرج في الأقضية، باب فيمن يعين على خصومة من غير أن يعلم أمرها (٤/ ٢٣) رقم (٣٥٩٧) حديث ابن عمر وليس فيه شيء من لفظ الرواية التي ذكرها في "المجمع" معزوة إلى الإِمام أحمد. ورواية أبي داود هي عند أحمد في "المسند"(٢/ ٧٠) وليس فيها. أيضًا ذكر فضل الركعتين قبل الفجر! ! !
(١) أقول: الإِمام الطبراني روى حديث ابن عمر مطوَّلًا مشتملًا على عدة أحاديث فرّقها، ومنها حديث فضل الركعتين قبل الفجر. فقول الهيثمي: "روى أحمد منه: وركعتي الفجر. . . ". موضع نظر، فإنَّ الإِمام أحمد قد روى معه جزءًا آخر من رواية الطبراني المطوَّلة التي فرَّقها. وانظر تعليق الشيخ أحمد شاكر رحمه اللَّه على "مسند أحمد" (٧/ ٢٥٥ - ٢٥٦). أقول: وهذا الوَهَم عند الهيثمي قد سبقه إليه الإِمام المنذري في "الترغيب والترهيب" (١/ ٣٩٨).