(٢/ ١٦٤) -في ترجمة (عبَّاد بن صُهَيْب) - من طريق محمد بن موسى، عن عبَّاد بن صُهَيْب، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه، عن عائشة مرفوعًا بلفظ:"الزُّرْقَةُ في العَيْنِ يُمْنٌ".
وعن ابن حِبَّان من طريقه هذا، رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(١/ ١٦٢)، وقال:"عبَّاد بن صُهَيْب قال النَّسَائي: هو متروك. ومحمد بن موسى وهو الكُدَيْمِيّ نُسِبَ إلى جدِّه لأنَّه محمد بن يونس بن موسى، قال ابن حِبَّان: كان يضع الحديث والبلاء في هذا الحديث منه".
وقد قال ابن حِبَّان في ترجمة (عبَّاد): "يروي المناكير عن المشاهير التي إذا سمعها المبتدئ في هذه الصناعة يشهد لها بالوضع". ثم ذكر له هذا الحديث. وترجم له البخاري في "التاريخ الكبير"(٦/ ٤٣) وقال: "تركوه، كثير الحديث". وقال النَّسَائي في "الضعفاء" ص ١٧٣ رقم (٤٣٢): "متروك الحديث". وانظر ترجمته أيضًا في:"الجرح والتعديل"(٦/ ٨١ - ٨٢)، و"الكامل"(٤/ ١٦٥٢ - ١٦٥٣)، و"اللسان"(٣/ ٢٣٠ - ٢٣١).
و(محمد بن يونس الكُدَيْمي) قد سبقت ترجمته في حديث (٤٤٦).
وذكره ابن طاهر المَقْدِسي في "معرفة التذكرة في الأحاديث الموضوعة" ص ٢٦٢ رقم (١٠٥٧)، وقال:"فيه عبَّاد بن صُهَيْب البَصْري يُتَّهَمُ بالوضع".
وقال العَجْلُوني في "كشف الخفاء"(١/ ٤٣٩): "وذكر ابن القَيِّم في "جواب الأسئلة الطرابلسية" أنَّه موضوع".
وقال ابن القَيِّم في "المَنَار المُنِيف" ص ٦١ - ٦٢ عند ذكره للضوابط التي يُعْرَفُ فيها الحديث الموضوع دون أن ينظر في سنده، فقال:"ومنها: أن يكون كلامُهُ لا يُشْبِهُ كلامَ الأنبياء، فضلًا عن كلام رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم. . . فيكون الحديث ممَّا لا يُشْبِهُ الوحي، بل لا يُشْبِهُ كلام الصحابة". وذكر حديث الزُّرْقَةُ في العَيْنِ يُمْنٌ" من أحاديث هذا النوع.