شُعْبَة، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود موقوفًا عليه من قوله، دون الشطر الأول.
ونقل المِزِّيُّ في "تحفة الأشراف"(٧/ ٣٩٨) عن النَّسَائي قوله بعد عزاه له: "هذا هو الصواب عندنا". يعني أنَّه موقوف.
ورواه عبد الرزاق في "مصنَّفه"(٤/ ٣٠٨) ببعضه عن مَعْمَر، عن أبي إسحاق، عن أبي الأَحوص، عن ابن مسعود موقوفًا عليه أيضًا.
وقد صَحَّ من حديث أبي هريرة مرفوعًا، رواه البخاري في الصوم، باب هل يقول إني صائم إذا شُتِمَ (٤/ ١١٨) رقم (١٩٠٤) وغير موضع -انظر منه رقم (٤٨٩٤) و (٥٩٢٧) و (٧٤٩٢) و (٧٥٣٨) -، ومسلم في الصوم، باب فضل الصيام (٢/ ٨٠٧)، وغيرهما.
ولفظه عند البخاري في الموضع الأول:"قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: قال اللَّه: كُلُّ عَمَلِ ابنِ آدمَ له إلَّا الصِّيَامَ، فإنَّه لي وأنا أَجْزِي بِهِ، والصِّيَامُ جُنَّةٌ، وإذا كانَ يومُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فلا يَرْفُثْ ولا يَصْخَبْ، فإنْ سَابَّهُ أحدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَليَقُلْ: إنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ. والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ، للصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إذا أَفْطَرَ فَرِحَ، وإذا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بصَوْمِهِ".
ولفظ أوَّله عند مسلم: قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: "كُلُّ عَمَلِ ابنِ آدمَ يُضَاعَفُ، الحسنةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إلى سَبْعِمَائَةِ ضعف. . . . ".
غريب الحديث:
قوله:"ولَخُلُوفُ فم الصائم" قال ابن الأثير في "النهاية"(٢/ ٦٧): "الخِلْفَةُ بالكسر: تغيُّر ريح الفَمِ. وأصلها في النبات أن يَنبُتَ الشيءُ بعد الشيء، لأنها رائحة حَدَثت بعد الرائحة الأولى. يقال: خَلَفَ فَمُهُ يَخْلُفُ خِلْفَةً وخُلُوفًا".