هشام بن عُرْوَة، عن أبيه، عن النبيِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم مُرْسَلٌ، ولم يذكر فيه عائشة".
أقول: في إسناده (عمر بن عليّ المُقَدَّمي)، وهو ثقة كثير التدليس، لا يُقْبَلُ حديثه إلَّا إذا صرَّح بالتحديث، وقد عَنْعَنَ هنا. وانظر ترجمته في "طبقات المدلِّسين" لابن حَجَر ص ١٣٠ - ١٣١.
والحديث قد أشار إليه أبو داود في الأدب، باب في تغيير الاسم القبيح (٥/ ٢٤١ - ٢٤٢) رقم (٤٩٥٦) حيث قال: "وغَيَّرَ النبيُّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم اسم العاص وعزيز و. . . وأرضًا غَفِرَة: سماهما خَضِرَة. . . تركت أسانيدها للاختصار".
غريب الحديث:
قوله: "عَقِرَة"، الذي في "المعجم الصغير" و"سنن أبي داود": "عَفِرَة" بالفاء، وفي "الكامل": "عَقِرَة" كما في "تاريخ بغداد". وفي حاشية "مختصر سنن أبي داود" للمنذري (٧/ ٢٥٥) ما نصُّه: "بهامش المنذري: المحفوظ "عَقِرَة" بالقاف. كأنه كره اسم العَقْر. لأنَّ العَاقِرَ هي المرأة التي لا تحمل. وشجرة عاقر: لا تحمل. ويجوز أن يكون مأخوذًا من قولهم:"نخلة عَقِرَة" إذا قُطِعَ رأسها فيبست. حذرهم أن يفعلوه، لئلا يتغلب عليهم ما قصدوه بهذه الأسماء من التبرك والتفاؤل إلى الضد".
وقال ابن الأثير في "النهاية" (٣/ ٢٦١): "ويروى بالقاف والثاء والذال". يعني: عَقِرَة، وعثرة، وعذرة.
أقول: قد تقدَّم عند أبي يعلى بلفظ: "غَدِرة" بالغين والدال المهملة. وقد ذكره ابن الأثير في "النهاية" (٣/ ٣٤٥) وقال: "كأنَّها كانت لا تسمحُ بالنبات، أو تُنْبِتُ ثم تسرع إليه الآفة، فَشُبِّهت بالغَادِرِ لأنَّه لا يَفِي".