ورواه التِّرْمِذِيُّ في فضائل القرآن، باب ما جاء في فضل سورة الكهف (٥/ ١٦٢) رقم (٢٨٨٦)، من طريق شُعْبَة، عن قَتَادة، عن سالم، عن مَعْدَان، عن أبي الدَّرْدَاء مرفوعًا بلفظ:"مَنْ قَرَأَ ثلاثَ آياتٍ مِنْ أَوَّلِ الكَهْفِ عُصِمَ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّال". وقال التِّرْمِذِيّ:"هذا حديث حسن صحيح".
أقول: الظَّاهر أنَّ رواية همام بن يحيى، عن قَتَادة بذكر:"مِنْ أَوَّلِ الكَهْفِ"، هي الرواية المحفوظة، لمتابعة من تقدَّم ذكرهم من الثقات له على لفظه، بخلاف رواية شُعْبَة فقد اخْتُلِفَ عليه في ذلك.
وتجدر الإشارة إلى أنَّ أبا داود في "سننه"(٤/ ٤٩٨) وعقب روايته للطريق المتقدِّم عن همَّام عن قَتَادة، قد قال:"وكذا قال هشام الدَّسْتَوائي عن قَتَادة، إلَّا أنَّه قال: "مَنْ حَفِظَ مِنْ خَواتيمِ سُورَةِ الكَهْفِ".".
أقول: قد تقدَّم أنَّ مُسْلِمًا والبيهقي قد روياه من طريق هشام عن قَتَادة بلفظ: "مِنْ أَوَّلِ سُورةِ الكَهْفِ". فاللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
هذا ويؤكِّد رجحان رواية من رواه بلفظ:"مِنْ أَوَّلِ الكَهْفِ"، ما رواه مسلم في الفتن، باب ذكر الدَّجَّال وصفته وما معه (٤/ ٢٢٥٠ - ٢٢٥٥) رقم (٢٩٣٧)، والتِّرْمِذِيّ في الفتن، باب ما جاء في فتنة الدجال (٤/ ٥١٠ - ٥١٣) رقم (٢٢٤٠)، وابن ماجه في الفتن، باب طلوع الشمس من مغربها (٢/ ١٣٥٦ - ١٣٥٩) رقم (٤٠٧٥)، عن النَّوَّاس بن سَمْعَان الكِلَابي مرفوعًا مطوَّلًا، وفيه:"فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتحَ سورةِ الكَهْفِ".
ورواه أبو داود في الملاحم، باب خروج الدَّجَّال (٤/ ٤٩٦ - ٤٩٧) رقم (٤٣٢١)، بإسناد صحيح عن النَّوَّاس أيضًا بأخصر ممَّا عندهم، ولفظه عنده:"فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتحَ سورةِ الكهفِ فإنَّها جِوَارُكُمْ مِنْ فِتْنَتِهِ".