للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وليس فيهم أحدٌ اسمه (السِّجِلّ)، وصدق -رحمه اللَّه- في ذلك، وهو من أقوى الأدلة على نكارة هذا الحديث. وأَمّا مَنْ ذكره في أسماء الصحابة فإنما أعتمد على هذا الحديث لا غيره، واللَّه أعلم".

وقال رحمه اللَّه أيضًا في "البداية والنهاية" (٥/ ٣٤٧): "وقد عرضت هذا الحديث على شيخنا الحافظ الكبير أبي الحجَّاج المِزِّيّ فأنكره جدًّا، وأخبرته أنَّ شيخنا العلّامة أبا العبّاس ابن تيمية كان يقول: هو حديث موضوع، وإن كان في "سنن أبي داود". فقال شيخنا المِزِّيّ: وأنا أقوله".

وقال الحافظ الذَّهَبِيُّ رحمه اللَّه في رسالته: "مسائل في طلب العلم وأقسامه" ص ٢٠٦ - ٢٠٧، عند ذكره لما ينبغي على طالب العلم معرفته من الحديث وما يُكْرَهُ له من ذلك: "وَقِسْمٌ يُكْرَهُ حفظه لضعفه وأطِّراحه: كـ "فضل قَزْوين"، وحديث "أنا دار العلم"، وحديث ابن عبَّاس في حفظ القرآن. وأنَّ السِّجِلَّ اسم كاتب الوحي، وما أشبه ذلك من الموضوعات".

وقال الإمام ابن قَيِّم الجَوْزِيِّة في "تهذيب سنن أبي داود" (٤/ ١٩٦ - ١٩٧): "سمعت شيخنا أبا العبَّاس بن تيمية يقول: هذا الحديث موضوع، ولا يُعْرَفُ لرسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم كاتب اسمه (السِّجِلّ) قطّ. وليس في الصحابة من اسمه (السِّجِلّ)، وكُتَّابُ النبيِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم معروفون، لم يكن فيهم من يقال له (السِّجِلّ). قال: والآية مَكِّيَّة، ولم يكن لرسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم كاتب بمكَّة. والسِّجِلُّ هو الكِتَابُ المَكْتُوبُ، واللام في قوله "للكتاب" بمعنى (على)، والمعنى: نطوي السماء كَطَيِّ السِّجِلِّ على ما فيه من الكتابِ".

وقال ابن كثير في "تفسيره" (٣/ ٢١٠): "والصحيح عن ابن عبَّاس أنَّ السِّجِلَّ هي الصحيفة، قاله عليّ بن أبي طلحة والعَوْفي عنه. ونصَّ على ذلك مجاهد وقَتَادَة وغير واحد. واختاره ابن جرير لأنَّه المعروف في اللغة، فعلى هذا يكون

<<  <  ج: ص:  >  >>