رواه أحمد في "المسند"(٥/ ٢٤٨)، والطبراني في "الصغير"(٢/ ٣ - ٤)، من طريق سُرَيْج بن النُّعْمَان، عن الحكم، به.
وقال الطبراني:"عمَّار الذي روى هذا الحديث، هو العَبْسِيُّ، كوفي ثقة. رواه عنه الثَّوْري وشُعْبَة. ولم يرو هذا الحديث عن عمَّار إلَّا الحكم بن عبد الملك، تفرَّد به سُرَيْج بن النُّعْمَان، ولا يُرْوى هذا الحديث عن معاذ إلَّا بهذا الإِسناد".
لكن وَرَدَ التصريح في "المسند" لأحمد، بأنَّ عمَّارًا هو (ابن ياسر)، ويغلب على الظَّنّ أنَّ قوله:(ابن ياسر) مقحم في النسخة المطبوعة. فـ (عمَّار بن ياسر) إن أُريد به الصحابي الجليل، فهذا بعيد، لأنَّه قُتِلَ مع عليٍّ كرَّم اللَّه وجهه في صِفِّين سنة سبع وثلاثين -كما في "سِيَر أعلام النبلاء"(١/ ٤٢٥ - ٤٢٦) -، والراوي عنه (الحكم بن عبد الملك) متأخرٌ، من الطبقة السابعة، وليس له رواية عن أحدٍ من الصحابة -انظر "التهذيب"(٢/ ٤٣١)، و"التقريب"(١/ ١٩١) -.
وإن أريد به غيره من الرواة، فإنِّي لم أقف في كُلِّ ما رجعت إليه على أحد منهم بهذا الاسم. وقد تقدَّم تصريح الطبراني بأنَّه (عمَّار العَبْسِي)، وهو (عمَّار بن محمد العَبْسِي الكوفي) كما في "تهذيب الكمال"(٧/ ١١١) في ترجمة (الحكم بن عبد الملك القرشي).
وأثناء تصحيحي لتجارب طباعة الكتاب، ظهر كتاب "أطراف مسند الإِمام أحمد" للحافظ ابن حَجَر بتحقيق الدكتور زهير ناصر -ط دمشق الأولى عام ١٤١٤ هـ-، فرجعت إلى (٥/ ٣٠٥) رقم (٧١٨٣) منه، فوجدت الإِسناد فيه:"عن عمَّار"، دون قوله:"ابن ياسر". فتأكد لي ما قدَّمت من كونها مقحمة في "المسند" المطبوع. والحمد للَّه على توفيقه.
كما أنَّه وقع عند الطبراني:"عن عمَّار عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ"، وهو موضع نظر عندي. وإنَّما هو عن أبيه: (عبد الرحمن بن