صلَّى اللَّه عليه وسلَّم أن يُصَلَّى على أهل البقيع، فصلَّى عليهم في ليلة ثلاث مرات، فلما كانت الثالثة (١) قال: "يا أبا موهبة اسرج لي دابتي حتى أنتهي إليهم"، فنزل من دابته، وأمسكت الدَّابة، ووقف عليهم -أو قال: قام-، ثم قال:"لِيَهْنِكُمْ ما أنتم فيه ممَّا فيه النَّاس، أنت الفتن كقطع الليل يركب بعضها بعضًا، الآخرة شرٌّ من الأولى، فَيَهْنِكُمْ ما أنتم فيه". ثم رجع فقال:"يا أبا موهبة إنِّي أُعطيتُ -أو خُيِّرت- ما فتح اللَّه على أُمَّتي من بعدي والجنَّة، أو لقاء ربِّي"، قال قلت: بأبي وأُمِّي يا رسول اللَّه، فاخترنا، قال:"لأن تردَّ على عقبيها ما شاء اللَّه، فاخترت لقاء ربِّي"، فما لبث بعد ذلك إلَّا سبعًا أو ثمانيًا، حتى قُبِضَ.
(٨/ ٢٢٢) في ترجمة (الحكم بن فَضِيل الوَاسِطي أبو محمد).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه صاحب الترجمة (الحكم بن فَضِيل الوَاسِطي أبو محمد) وقد ترجم له في:
١ - "تاريخ ابن مَعِين"(٢/ ١٢٦) وقال: "ثقة". وعلَّق عليه محققه أستاذنا الدكتور أحمد محمد نور سيف حفظه المولى بقوله:"ثقة من السادسة"/ س. تقريب (١/ ١٩٢). تهذيب (٢/ ٤٣٧).
أقول: إنَّ الحافظ ابن حَجَر لم يترجم له في "التقريب". وقد سَبَقَ نَظَرُ أستاذنا إلى ترجمة (الحكم بن فَرُّوخ) فنقل ما تقدَّم عنه. وقد ذكره الحافظ في "التهذيب" وقال: "الحكم بن فَضِيل ذكره عبد الغني، ولم يخرِّجوا له". ولم يذكر غير هذا.