أقول: في إسناده (إسماعيل بن مسلم المَكِّي أبو إسحاق قال الذَّهَبِيُّ عنه في "المغني"(١/ ٨٧): "ساقط الحديث متروك قاله النَّسَائي". وقال ابن حَجَر في "التقريب"(١/ ٧٤): "ضعيف الحديث". وستأتي ترجمته في حديث (٣٦٢).
وأمَّا حديث عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما:
فقد رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(١/ ٥٣٨) -مخطوط-، من طريق عبد الرحمن بن أيوب الحِمْصِيّ، أنبأنا موسى بن أبي موسى المَقْدِسيّ، حدَّثني خالد بن سَلَمَة، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: "وُلِدْتُ مَخْتُونًا مَسْرُورًا".
أقول: في إسناده (موسى بن أبي موسى المَقْدِسي)، ويغلب عندي أنَّه (موسى بن محمد بن عطاء المَقْدِسي الدِّمْيَاطي البَلْقَاوي أبو الطاهر) ترجم له في "الميزان"(٤/ ٢١٩ - ٢٢٠) وقال: "أحد التَّلْفَى. روى عن مالك وشَرِيك. . . كذَّبه أبو زُرْعَة، وأبو حاتم. وقال النَّسَائي: ليس بثقة. وقال الدَّارَقُطْنِيُّ وغيره: متروك".
وإن لم يكن هو، فإنِّي لم أعرفه، واللَّهُ تعالى أعلم.
و(عبد الرحمن بن أيوب الحِمْصِي) لم أقف على من ترجم له.
وقد قال الإِمام الحاكم في "المستدرك"(٢/ ٦٠٢): "وقد تواترت الأخبار أنَّ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وُلِدَ مَخْتُونًا مَسْرُورًا".
وتعقَّبه الإِمام الذَّهَبِيُّ بقوله:"ما أعلم صحة ذلك، فكيف يكون متواترًا"! ! .
وقال الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية"(٢/ ٢٦٥): "وقد ادَّعى بعضهم صحته لما ورد له من الطرق حتَّى زعم بعضهم أنَّه متواتر. وفي هذا كلِّه نظر".