و (عُقَيْل) هو (ابن خالد بن عَقِيل الأَيْلِي أبو خالد الأُمَوي مولاهم): حافظ ثقة ثَبْت، سكن المدينة ثم الشام ثم مِصْر، خرَّج له الستة، وتوفي عام (١٤٤ هـ). انظر ترجمته في:"السِّيَرِ"(٦/ ٣٠١ - ٣٠٣)، و"التهذيب"(٧/ ٢٥٥ - ٢٥٦)، و"التقريب"(٢/ ٢٩).
وقد نقل الحافظ الخطيب عقب روايته للحديث عن الدَّارَقُطْنِيّ أنَّه سُئِلَ عن حديث ابن شهاب الزُّهْرِيّ عن أنس مرفوعًا:"عليكم بالدُّلْجَة فإنَّ الأرض تطوى بالليل"، فقال:"رواه رُوَيْم بن يزيد المُقْرِئ عن الليث عن عُقَيْل عن الزُّهْرِيّ عن أنس، وتابعه محمد بن أسلم عن قَبِيصة عن اللَّيْث عن عُقَيْل عن الزُّهْرِيّ. والمحفوظُ: عن لَيْث عن عُقَيْل عن الزُّهْرِيّ مرسل".
أقول: إعلالُ الإمام الدَّارَقُطْنِيّ له بالإرسال، وكذا ما يُفْهَمُ من كلام الإمام مسلم فيما ذكره عنه ابن أبي حاتم في "العدل"(٢/ ٢٥٤) يَرِدُ عليه: أنَّ (رُوَيْم بن يزيد المُقْرِئ) و (قَبِيصة بن عُقْبَة السُّوَائي)، ثقتان روياه عن الليث بن سعد عن ابن شهَاب الزُّهْرِيّ عن أنس موصولًا، مع تصريح ابن شِهَاب بالتحديث عن أنس في رواية رُوَيْم. وزيادة الثقة مقبولة كما هو مقرر في علم أصول الحديث، كيف وأنَّه لم يتفرد أحدهما بذلك، بل تابعه الآخر على رواية الوصل.
وستأتي رواية (قَبِيصة) في التخريج.
التخريج:
رواه أبو يعلى في "مسنده"(٦/ ٣٠١) رقم (٣٦١٨)، والبزَّار في "مسنده"(٢/ ٢٧٦ - ٢٧٧) رقم (١٦٩٦) -من كشف الأستار-، والطَّحَاوِيُّ في "مُشْكِلِ الآثار"(١/ ٣١)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(٥/ ٢٥٦)، من طريق رُوَيْم، عن اللَّيْث، به.
قال البزَّار عقبه:"لا نعلم أحدًا رواه عن اللَّيْث هكذا إلَّا رُوَيْم، وكان ثقة. ورُوي عن الزُّهْرِيِّ مُرْسَلًا".