للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ورواه ابن عدي في "الكامل" (٣/ ١٢٥٩) -في ترجمة (سُوَيْد بن إبراهيم أبو حاتم البَصْري) - من طريق سُوَيد هذا، عن قَتَادَة، عن أبي الأحوص، عنه، به.

و(سُوَيْد) هذا قال عنه ابن عدي: "يخلِّط على قَتَادَة، ويأتي بأحاديث عنه لا يأتي بها أحد عنه غيره، وهو إلى الضعف أقرب".

وقد قال الإمام ابن خُزَيْمَة في "صحيحه" في ترجمة الباب (٣/ ٩٢): "باب اختيار صلاة المرأة في بيتها على صلاتها في المسجد. . . ولا هل سمع قَتَادَة خبره عن مُوَرِّق عن أبي الأَحْوَص أم لا. بل كأنِّي لا أشك أنَّ قَتَادَة لم يسمع من أبي الأحوص، لأنَّه أدخل في بعض أخبار أبي الأحوص بينه وبين أبي الأحوص مُوَرِّقًا، وهذا الخبر نفسه أدخل همَّام وسعيد بن بشير بينهما مُوَرِّقًا".

وقال في (٣/ ٩٤) منه عقب روايته للحديث من طريق سعيد بن بشير، عن قَتَادَة، عن مُوَرِّق، به: وهمام وسعيد بن بشير أدخلا في الإسناد مُوَرِّقًا، وإنما شككتُ أيضًا في صحَّته، لأنِّي لا أقف على سماع قَتَادَة هذا الخبر من مُوَرِّق".

أقول: هذا التشكك مدفوع، فـ (قَتَادَة) وإن عُرِفَ بالتدليس، إلَّا أن الأئمة قد صحَّحوا روايته عن (مُوَرِّق) بالعنعنة، بل عدَّها البعض على شرط الصحيحين. انظر "المستدرك" و"تلخيصه" للذَّهَبِيّ (١/ ٢٠٩) في حديث "صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها. . . . ".

وسيأتي تحسين الإمام التِّرْمِذِيّ لهذا الطريق.

أمَّا قول الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٢/ ٣٥): "رواه الطبراني في "الكبير" ورجاله موثَّقون". ففيه نظر، فإنَّ في إسناده (سويد بن إبراهيم الجَحْدَرِيّ أبو حاتم الحنَّاط البَصْري) وقد علمت ما قاله ابن عدي فيه وبخاصة روايته عن قَتَادَة. ولذا قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (١/ ٣٤٠): "صدوق سيء الحفظ، له أغلاط، وقد أفحش ابن حِبَّان فيه القول".

<<  <  ج: ص:  >  >>