لكنه روي من حديث سعد بن أبي وقَّاص، أخرجه ابن خزيمة في "صحيحه"(١/ ٢٣١) رقم (٤٥٣)، والبزَّار في "مسنده" -المسمَّى بـ "البحر الزَّخَّار"- (٣/ ٣١٨ - ٣١٩) رقم (١١١٣)، وأبو يعلى في "مسنده"(٢/ ٥٦ - ٥٧) رقم (٦٩٧)، والنَّسَائي في "عمل اليوم والليلة" ص ١٠٨ رقم (٩٣)، وابن السُّنِّيّ في "عمل اليوم والليلة" أيضًا ص ٥٣ - ٥٤ رقم (١٠٦)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(٧/ ٧٤ - ٧٥) رقم (٤٦٢١)، والحاكم في "المستدرك"(١/ ٢٠٧)، والطبراني في "الدعاء"(٢/ ١٠٥٢ - ١٠٢٦) رقم (٤٩٢)، والبخاري في "التاريخ الكبير"(١/ ٢٢٢)، من طريق عبد العزيز الدَّارَاوَرْدِيّ، عن سُهَيْل بن أبي صالح، عن محمد بن مسلم بن عَائِذ (١)، عن عامر بن سعد، عن أبيه: أنَّ رجلًا جاء إلى الصَّلاة ورسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم يُصَلِّي، فقال حين انتهى إلى الصَّفِّ: اللَّهُمَّ آتني أَفْضَلَ ما تُؤتي عِبَادَك الصَّالِحِينَ. قال فلمَّا قَضَى رسولُ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم الصَّلَاةَ، قال:"مَنِ المُتَكَلِّمُ آنِفًا"! قال الرَّجُلُ: أنا يا رسول اللَّه قال: "إذن يُعْقَرُ جَوَادُكَ، وتَسْتَشْهِدُ في سبيلِ اللَّهِ".
قال الحاكم:"صحيح على شرط مسلم". ووافقه الذَّهَبِيُّ.
وتعقَّبه الحافظ ابن حَجَر في "نتائج الأفكار"(١/ ٣٨٩)، بأنَّ في إسناده (محمد بن مسلم بن عَائِذ) لم يخرِّج له مسلم، وقال: "وقد قال أبو حاتم الرَّازي: إنَّه مجذوب مجهول وما وجدت عنه راويًا إلَّا سهيل بن أبي صالح، وهو من أقرانه. نعم وثَّقه العجلي. فأقوى رتب حديثه أن يكون حسنة، وابن خُزَيْمَة وابن
(١) أقول: لم يُذْكَرْ (محمد بن مسلم بن عائذ) عند الحاكم في "المستدرك" المطبوع. وكأنه سقط منه. يدلُّ عليه تعقب ابن حَجَر في "نتائج الأفكار" (١/ ٣٨٩)، وسيذكر عند الكلام على الحديث. كما يؤكده قول البزَّار في مسنده (٣/ ٣٢٠) بعد روايته له من الطريق المتقدِّم: "ولا نعلم يُروى عن سعد إلَّا من هذا الوجه بهذا الإسناد". وانظر في تأكيد ذلك أيضًا: "العلل" للدَّارَقُطْنِيّ (٤/ ٣٤٢ - ٣٤٣) رقم (٦١٤).