وقد اعتبر السُّيُوطِيُّ في "الأزهار المتناثرة" ص ٢٢٩ - ٢٣٤ حديث "كل مسكر حرام" متواترًا. كما اعتبر الكَتَّاني في "نظم المتناثر" ص ١٠٠ حديث: "ما أسكر كثيره فقليله حرام" متواترًا أيضًا.
التخريج:
رواه الدَّارَقُطْنِيُّ في "سننه"(٤/ ٤٥٠) من طريق عيسى بن عبد اللَّه بن محمد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب، حدَّثني أبي، عن أبيه، عن جَدِّه، عن عليّ مرفوعًا بلفظ:"كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ، وما أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ".
أقول: في إسناده (عيسى بن عبد اللَّه)، وهو يروي عن أبيه عن آبائه أشياء موضوعة كما قال ابن حِبَّان في "المجروحين"(٢/ ١٢١). وقال الدَّارَقُطْنِيُّ في "سننه"(٢/ ٢٦٣): "متروك الحديث". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (٦٠٨).
والحديث عزاه في "الجامع الكبير"(١/ ٦٢٢) إلى الشِّيرازي والخطيب.
والحديث مروي عن عدد من الصحابة، انظر مروياتهم في:"جامع الأصول"(٥/ ٨٩ - ٩٩)، و"التلخيص الحَبِير"(٤/ ٧٣)، و"مجمع الزوائد"(٦/ ٥٦ - ٥٧)، و"نظم المتناثر" ص ١٠٠.
وللإمام أحمد بن حَنْبَل رحمه اللَّه كتاب "الأشربة" جمع فأوعي، وفيه (٢٤٢) حديثًا وأثرًا.
ومن ذلك ما رواه مسلم في الأشربة، باب بيان أن كل مسكر خمر (٣/ ١٥٨٧) رقم (٢٠٠٣)، وغيره، عن ابن عمر مرفوعًا:"كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ. . . . ".
وروى التِّرْمِذِيُّ في الأشربة، باب ما جاء ما أسكر كثيره فقليله حرام (٣/ ٢٩٢) رقم (١٨٦٥)، وأبو داود في الأشربة، باب النهي عن المسكر (٤/ ٨٧)