البَصْرِي). حيث استظهر الحافظ ابن حَجَر بأنَّ (صالح بن إسحاق البَجَلي) هذا، والذي قال فيه الأَزْدِيّ:"متروك يتكلَّمون فيه -وساق له حديثًا منكرًا-"، بأنَّه هو (صالح بن إسحاق الجَرْمِي) الذي ذكره ابن حِبَّان في "الثقات".
أقول: هذا الذي استظهره الحافظ ابن حَجَر هو عندي موضع نظر، حيث إنِّي لم أقف على من ذكر نسبة (البَجَلي) في ترجمة (صالح بن إسحاق الجَرْمي)، هذا أولًا.
وثانيًا: إنَّ (الجَرْمِيَّ) كان معروفًا بالتثبت والاستقامة في الدِّين، والجلالة في الحديث كما يُعْلَمُ من أقوال العلماء فيه، فضلًا عن توثيق ابن حِبَّان له. ومثله لا يكون متروكًا.
ثالثًا: إنَّ الأَزْدِيَّ قال: "يتكلَّمون فيه"! ! ولم أقف على من ذكره بجرحٍ سواه.
رابعًا: إنَّ مَنْ جَرَحَهُ وهو (الأَزْدِيُّ)، نَفْسُهُ مجروحٌ، وهو مُفْتَقِرٌ إلى من يعدِّله. كما نبَّه على ذلك الحافظ ابن حَجَر نفسه رحمه اللَّه في "التهذيب"(١/ ٣٦) في ترجمة (أحمد بن شَبِيب الحَبَطي البَصْرِي)، ومن قَبْلِهِ الحافظ الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(١/ ٥) في ترجمة (أَبَان بن إسحاق المَدَني).
و(أحمد بن مُلَاعِب) هو (ابن حَيَّان المُخَرِّمِيّ البغدادي أبو الفضل)، ترجم له الخطيب في "تاريخه"(٥/ ١٦٨ - ١٧٠) ونقل توثيقه عن ابن خِرَاش، والحسين بن محمد بن حاتم، وعبد اللَّه بن أحمد بن حنبل، والدَّارَقُطْنِيّ. وذكر أنَّ وفاته كانت في سنة (٢٧٥) للهجرة.
كما ترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(١٣/ ٤٢ - ٤٣) وقال: "الإمام، المحدِّث، الحافظ".