رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى"(٦/ ١٧٢)، عن حفص بن عمر الحَوْضي، عن حمَّاد بن زيد، عن عطاء بن السَّائب، عن أبي عبد الرحمن السُّلَمِيّ قال:"إنَّا أخذنا هذا القرآن عن قوم أخبرونا أنَّهم كانوا إذا تعلَّموا عَشْرَ آياتٍ لم يُجَاوِزُوهُنَّ إلى العَشْرِ الأُخَر حتى يَعْلَمُوا ما فيهنَّ، فكنَّا نَتَعَلَّمُ القُرْآن والعَمَلَ به. وإنَّه سيرثُ القرآن بعدنا قومٌ ليشربونَهُ شُرْبَ المَاءِ لا يُجَاوزُ تَرَاقِيَهُم، بل لا يجاوزُ هاهنا. ووضع يده على الخَلْق".
أقول: إسناده صحيح، وحمَّاد بن زيد سمع من عطاءٍ قبل اختلاطه كما سيأتي.
ورواه ابن جَرِير الطَّبَرِيّ في مقدمة "تفسيره"(١/ ٨٠) رقم (٨٢)، عن ابن حُمَيْد، عن جَرِير، عن عطاء، عن أبي عبد الرحمن قال:"حدَّثنا الذين كانوا يُقرِئُونَنَا: إنَّهم كانوا يستقرئونَ من النبيِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، فكانوا إذا تعلَّموا عشر آياتٍ لم يُخَلِّفُوهَا حتى يَعْمَلُوا بما فيها من العَمَل، فتعلَّمنا القرآنَ والعَمَلَ جميعًا".
قال الشيخ أحمد شاكر رحمه اللَّه في تعليقه عليه:"هذا إسناد صحيح متصل".
أقول: بل هو إسناد ضعيف. فعطاء بن السَّائب الثَّقَفِيّ: ثقة اختلط في آخر عمره، وسماع جَرِير بن عبد الحميد منه كان بعد اختلاطه، كما قال ابن مَعِين وأحمد بن حَنْبَل -انظر:"تاريخ ابن مَعِين"(٢/ ٤٠٣)، و"الكواكب النَّيِّرات" ص ٣٢٢ - ٣٢٣ - . وقد تابعه (حمَّاد بن زيد) عند ابن سعد كما تقَّدم، وهو ممن روى عنه قبل اختلاطه، كما قال النَّسَائي ويحيى القَطَّان والعُقَيْلِي وسواهم -