و (مَعْن) هو (ابن عيسى بن يحيى الأَشْجَعِيّ القَزَّاز أبو يحيى): حافظ ثقة ثَبْتٌ. قال أبو حاتم: هو أثبت أصحاب مالك، خرَّج له الستة، وتوفي عام (١٩٨ هـ). انظر ترجمته في:"السِّيَر"(٩/ ٣٠٤ - ٣٠٦)، و"التهذيب"(١٠/ ٢٥٢ - ٢٥٣)، و"التقريب"(٢/ ٢٦٧).
التخريج:
رواه البزَّار في "مسنده"(٤/ ٢٧٠) رقم (٣٦٩٤) -من كشف الأستار-، عن أحمد بن الرَّبيع، حدَّثنا مَعْن بن عيسى، حدَّثنا مالك، عن الزُّهْرِيّ، عن سعيد بن المسيَّب قال: كانت نَاقَةُ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم العَضْبَاءُ لا تُسْبَقُ، فجاء أَعَرَابِيٌّ على قَعُودٍ فَسَبَقَهَا، فقال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم:"حَقًّا على اللَّه لا يرتفع شيءٌ من الدُّنْيَا إلَّا وَضَعَهُ".
قال البزَّار:"لا نعلم رفعه إلَّا مالك، ولا عنه إلَّا مَعْن. قال مَعْن: كان مالك لا يسنده، فخرج علينا يومًا نشيطًا، فحدَّثنا به عن الزُّهْرِيّ عن سعيد عن أبي هريرة".
قال الهيثمي في "المجمع"(١٠/ ٤٥٤ - ٤٥٥) بعد أن عزاه له: "ورجاله رجال الصحيح غير شيخ البزَّار: أحمد بن الرَّبيع، فإنِّي لم أعرفه".
أقول: وقد بحثت عنه طويلًا فلم أقف له على ترجمة، وأخشى أن يكون اسم (أحمد) قد صُحِّفَ عن (حُمَيْد)، فإنَّ الخطيب -كما سيأتي- قد رواه بإسناده عن حُمَيْد بن الرَّبيع اللَّخْمِي، عن مَعْن بن عيسى، به. واللَّه أعلم.
ورواه الخطيب -عقب روايته المتقدِّمة- فقال:"أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن حمَّاد الواعظ، حدَّثنا يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البُهْلُول الأَزْرَق، حدَّثنا حُمَيْد بن الرَّبيع بن مالك اللَّخْمِي، حدَّثني مَعْن بن عيسى، حدَّثنا مالك بن أنس، عن ابن شِهَاب، عن سعيد بن المسيَّب، نحوه".