قال الحافظ ابن حَجَر في "الفتح"(١١/ ٥٥٢): "وهذه الزيادة -يعني قوله: "وما اسْتُكْرِهُوا عليه"- منكرة من هذا الوجه، وإنما تعرف من رواية الأَوْزَاعي عن عطاء عن ابن عبَّاس بلفظ: "إنَّ اللَّه وضع عن أُمَّتِي الخطأ والنسيان وما اسْتُكْرِهُوا عليه"، وقد أخرجه ابن ماجه عقب حديث أبي هريرة من رواية الوليد بن مسلم عن الأَوْزَاعي، والحديث عن هشام بن عمَّار عن الوليد، فلعله دخل له بعض حديث في حديث. وقد رواه عن ابن عُيَيْنَة: الحُمَيْدِي، وهو أعرف أصحاب ابن عُيَيْنَة بحديثه. وتقدَّم في العتق عنه بدون هذه الزيادة. وكذا أخرجه الإسماعيلي من رواية زياد بن أيوب وابن المُقْرِئ وسعيد بن عبد الرحمن المَخْزُومي، كلُّهم عن سفيان بدون هذه الزيادة".
وقال الحافظ في "التلخيص الحَبِير"(١/ ٢٨٢): "فالزيادة هذه أظنها مُدْرَجَة كأنَّها دخلت على هشام بن عمَّار من حديث في حديث واللَّه أعلم". وانظر:"جامع العلوم والحكم" للحافظ ابن رجب ص ٣٢٧.
ومعنى الحديث صحيح ثابت. انظر:"نصب الراية"(٢/ ٦٤ - ٦٦)، و"التلخيص الحَبِير"(١/ ٢٨١ - ٢٨٣)، و"المقاصد الحسنة" ص ٢٢٨ - ٢٣٠ عند كلامه على حديث "رُفِعَ عن أُمَّتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه"، و"جامع العلوم والحكم" ص ٣٢٥ - ٣٢٧ في شرح الحديث التاسع والثلاثين، و"الابتهاج بتخريج أحاديث المنهاج" ص ١٢٨ - ١٣٠، و"العواصم والقواصم في الذَّبِّ عن سُنَّة أبي القاسم"(١/ ١٩٢ - ١٩٧)، و"إرواء الغليل"(١/ ١٢٣ - ١٢٤).
ومن الأحاديث الواردة في ذلك، ما رواه الطَّحَاوي في "شرح معاني الآثار"(٣/ ٩٥)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(٩/ ١٧٤) رقم (٥١٧٥)، والحاكم في "المستدرك"(٢/ ١٩٨)، والطبراني في "المعجم الصغير"(١/ ٢٧٠)، والدَّارَقُطْنِيّ