وابن أبي عاصم في كتاب "الجهاد"(١/ ٣٨٩) رقم (١٣٩)، والدَّارِمي في "سننه"(٢/ ٢٠٢)، وعنه الحاكم في "المستدرك"(٢/ ٦٨ - ٦٩)، وكذا أبو الفرج عفيف الدين محمد بن عبد الرحمن المقرئ في "الأربعين في الجهاد والمجاهدين" ص ٦٤ رقم (٢٥)، وابن عساكر في "الأربعين في الحث على الجهاد" ص ٧٣ - ٧٥ رقم (١٣)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(٩/ ١٦١)، و"شُعَب الإيمان"(٨/ ١٥٩ - ١٦٠) رقم (٣٩٢٦)، من طريق أبي صالح عبد اللَّه بن صالح المِصْرِي، عن يحيى بن أيوب، عن هشام بن حسَّان، عن الحسن، عنه، به. وليس عندهم أيضًا قوله:"ساعة" عدا البزَّار.
وقال الحاكم:"هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرِّجاه". ووافقه الذَّهَبِيُّ.
أقول: لم يخرِّج البخاري من حديث الحسن عن عِمْران شيئًا. وفي سماعه منه خلاف كما قدَّمت. ويضاف إلى ذلك أنَّ (الحسن) -وهو ثقة مدلِّس- قد عنعنه ولم يصرِّح بالسماع.
كما أن في إسناده (عبد اللَّه بن صالح المِصْرِيّ أبو صالح كاتب الليث)، وهو صدوق كثير الغلط -وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (٦٨٧) -. وقال الحافظ ابن حَجَر في "هدي الساري" ص ٤١٣ في ترجمته: "لقيه البخاري وأكثر عنه وليس هو من شرطه في (الصحيح) ". وقال في ص ٤١٤ منه بعد أن ذكر أقوال الأئمة فيه:"ظاهر كلام هؤلاء الأئمة أنَّ حديثه في الأول كان مستقيمًا ثم طرأ عليه فيه تخليط فمقتضى ذلك أن ما يجيء من روايته من أهل الحذق كيحيى بن مَعِين والبخاري وأبي زُرْعة وأبي حاتم فهو من صحيح حديثه، وما يجيء من رواية الشيوخ عنه فيتوقف فيه".
وهذا الحديث قد رواه عنه الإمام البخاري عند ابن أبي عاصم في كتابه "الجهاد"(١/ ٣٨٩) رقم (١٣٩).