٣ - "الميزان"(٣/ ١١٤) وقال: لقد بدت منه هفوة في صِبَاهُ، واتُّهِمَ بوضع الحديث، ثم تاب إلى اللَّه واستمر على الثقة (١)".
و(سعيد بن ياسين البَلْخِي الورَّاق أبو محمد) ترجم له الخطيب في "تاريخه" (٩/ ٩٨ - ٩٩) وقال: "ما علمت من حاله إلَّا خيرًا".
وباقي رجال الإسناد ثقات.
وتشبيهه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم بالفِضَّة، قد ورد من طرق أخرى بحسن بمجموعها الحديث. وقد صَحَّ من صفته صلَّى اللَّه عليه وسلَّم أنَّه كان أبيض اللون.
التخريج:
عزاه في "كنز العمَّال" (٧/ ١٧٠) رقم (١٨٥٥٣)، و"سبل الهدى والرشاد" للإمام محمد بن يوسف الصَّالِحِي الشَّامي (٢/ ١٥)، إلى ابن عساكر عن أنس بلفظ: "كان رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم أبيض كأنما صِيغَ مِنْ فِضَّةٍ".
والحديث رواه التِّرْمِذِيُّ في "الشمائل المحمدية" ص ٢٧ رقم (١١)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (١/ ٤٧٧) -مخطوط-، مطوَّلًا، من حديث أبي هريرة.
ورجال إسناد التِّرْمِذِيِّ ثقات عدا (صالح بن أبي الأخضر اليَمَامي)، قال الحافظ ابن حَجَر عنه في: "التقريب" (١/ ٣٥٨): "ضعيف يُعْتَبَرُ به". وقال
(١) أقول: جمهور العلماء على عدم قبول رواية التائب من الكذب متعمدًا في حديث رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم أبدًا، وإن حسنت توبته، تغليظًا وزجرًا، وَلِعِظَمِ مفسدته. وذهب الإمام النووي، وهو ما يدلُّ عليه صَنِيعُ الذَّهَبِيِّ هنا، إلى قبول روايته. وصَنِيعُ الإمامين البخاري ومسلم في قبولهما له (إسماعيل بن أبي أُوَيْس) وهو ممن اتُّهِمَ بالكذب في شَبِيته ثم انصلح، يشهدُ لما ذَهَبَ إليه الإمام النووي، فإنَّهما احتجَّا بحديثه، إلَّا أنهما لم يكثرا عنه. وقد توسعت في مناقشة هذه المسألة في كتابي "أسباب اختلاف المحدِّثين" (١/ ٧١ - ٧٤) فانظره إن شئت.