وفيه القِصَّة، ولفظه:"كان يحثُّ في خُطْبَتِهِ على الصدقة وينهى عن المُثْلَة". وعن سَمُرَة مثل ذلك. وإسناد هذا الحديث قويٌّ، فإنَّ (هيَّاجًا) بتحتانية ثقيلة وآخره جيم، هو ابن عِمْرَان البَصْرِي، وثَّقه ابن سعد وابن حِبَّان، وبقية رجاله من رجال الصحيح".
أقول: لكن الذَّهَبِيَّ في "الميزان" (٤/ ٣١٨) في ترجمته قال: "وثَّقه ابن سعد، وقال ابن المَديني: مجهول، فصدق عليٌّ -يعني ابن المَدِيني-".
والحافظ ابن حَجَر رحمه اللَّه نفسه قال عنه في "التقريب" (٢/ ٣٢٥): "مقبول"! ! .
ورواه أبو داود الطَّيَالِسِيُّ في "مسنده" ص ١١٢ رقم (٨٣٦) مطوَّلًا، من طريق كَثِير بن شِنْظِير، عن الحسن، عن عِمْرَان بن حُصَيْن قال: "قلَّما قام فينا رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم إلَّا حثَّنا فيها على الصَّدَقَةِ ونَهَانَا عن المُثْلَة".
أقول: فيه (كثير بن شِنْظِير المَازِني البَصْرِي أبو قُرَّة) قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب" (٢/ ١٣٢): "صدوق يخطئ، من السادسة"/ خ م د ت ق. وقال في "هدي الساري" ص ٤٣٦: "قال النَّسَائي: ليس بالقوي. ووثَّقه ابن سعد. وقال السَّاجي: صدوق فيه بعض الضعف. وقال أبو زُرْعَة: ليِّن. قلت -القائل ابن حَجَر-: احْتَجَّ به الجماعة سوى النَّسَائي، وجميع ماله عندهم ثلاثة أحاديث". ثم أفاد أنَّ ما خُرِّج له في "الصحيحين" منها، له متابعٌ. وانظر ترجمته مفصَّلًا في "التهذيب" (٨/ ٤١٨ - ٤١٩).
ورواه الطبراني في "الكبير" (١٨/ ١٧٦) رقم (٤٠٢)، والخطيب في "تاريخ بغداد" (٧/ ٣٠٧)، من طريق إسماعيل بن مسلم، عن الحسن، عن عِمْرَان بن الحُصَيْن قال: "ما خَطَبَنَا رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم إلا أَمَرَنَا بالصَّدَقَةِ ونَهَانَا عن المُثْلَة".