وقال ابن عدي أيضًا:"وهذه الأحاديث التي رُويت عن حمَّاد بن سَلَمَة في الرؤية، وفي رؤية أهل الجنة خالقهم، قد رواها غير حمَّاد بن سَلَمَة، وليس حمَّاد بمخصوص به فينكر عليه".
ورواه البيهقي في "الأسماء والصفات"(٢/ ١٩١) عن ابن عدي، وقال:"قد حمل غيره من أهل النظر في هذه الرواية على عِكْرِمة مولى ابن عبَّاس رضي اللَّه عنهما".
وعن البيهقي رواه الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(١٠/ ١١٣ - ١١٤) وقال: "هو خبر: منكر، نسأل اللَّه السلامة في الدِّين، فلا هو على شرط البخاري ولا مسلم، ورواته وإن كانوا غير متهمين، فما هم بمعصومين من الخطأ والنسيان، فأول الخبر: قال: "رأيت ربي" وما قَيَّدَ الرؤيةَ بالنوم. . . ".
ورواه ابن الجَوْزي في "العلل"(١/ ٢٢) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، كما رواه عن ابن عدي من طرق عن ابن عبَّاس مرفوعًا وبألفاظ مختلفة، وقال:"هذا الحديث لا يثبت وطرقه كلُّها على حمَّاد بن سَلَمَة. قال ابن عدي: قد قيل إنَّ ابن أبي العَوْجَاء كان رَبِيبَ حمَّاد، فكان يدسُّ في كتبه هذه الأحاديث".
وقال الخطيب عقب روايته له: قال عفَّان فسمعت حمَّاد بن سَلَمَة سئل عن هذا الحديث فقال: "دعوه، حدَّثني به قَتَادَة، وما في البيت غيري وغير آخر".
وقال السُّبْكِيُّ في "طبقات الشافعية"(٢/ ٣١٢): "حديث: "رأيت ربِّي في صورة شَابٍّ أَمْرَدَ" موضوع مكذوب على رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم".
والحديث قد رواه مختصرًا: أحمد في "المسند"(١/ ٢٩٠)، وابن أبي عاصم في "السُّنَّة"(١/ ١٨٨) رقم (٤٣٣)، وغيرهما، من طريق عفَّان، عن عبد الصمد بن كَيْسَان، عن حمَّاد، عن قَتَادَة، عن عِكْرِمَة، عن ابن عبَّاس مرفوعًا بلفظ:"رأيتُ ربِّي عزَّ وجَلَّ".