نقله ابن الجَوْزي آنفًا، وإنَّما هو (عبد الكريم بن مالك الجَزَري الحَرَّاني أبو سعيد) كما صُرِّح به في رواية أبي نُعَيْم. و (الجَزَرِيُّ) هذا: ثقة مشهور كما تقدَّم. وهو يشارك (ابن أبي المُخَارِق) في بعض شيوخه، وبعض من روى عنه، وكلاهما يروي عن مجاهد، ويروي عنهما سفيان الثَّوْري. انظر:"التهذيب"(٦/ ٣٧٣ - ٣٧٥) و (٦/ ٣٧٦ - ٣٧٩).
و(ابن أبي المُخَارِق) تقدَّمت ترجمته في حديث (١٤٢٧).
والحديث رواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(٣/ ٣٠٩) من طريق مُؤَمَّل، حدَّثنا سفيان، عن عبد الكريم الجَزَري، عن مجاهد، عن عبد اللَّه بن عمرو مرفوعًا بلفظ:"لا يدخل الجَنَّة عَساقٌ ولا مُدْمِنُ خَمْرٍ ولا وَلَدُ زِنَا". وقال:"ورواه عبد اللَّه بن الوليد عن الثَّوْري عن عبد الكريم عن مجاهد عن النبيّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم مُرْسَلًا وزاد فيه: ولا مرتدًا أعرابيًا بعد هجرته، ولا من أتى ذَاتَ مَحْرَمٍ".
وقد تقدَّم في حديث (١٦٥١) تخريجه عن عبد اللَّه بن عمرو مرفوعًا بلفظ: "لا يدخل الجنَّة أربعة: مُدْمِنُ خَمْرٍ، ولا عَاقٌ لوالديه، ولا منَّانٌ، ولا وَلَدُ زَنْيَةٍ". وهو صحيح دون قوله:"ولا ولد زَنْيَةٍ". وهذه الجملة من الحديث لها شواهد تحسن بها.
وكذلك قوله:"لا يَدْخُلُ الجَنَّة مَنْ أتى ذَاتَ مَحْرَمٍ"، فإنَّ له طرقًا أخرى وشاهدًا من حديث ابن عبَّاس، يحسن بها، كما بيَّنته في الحديث الآتي برقم (١٩٠٤).
وما يُشْكِلُ من قوله صلَّى اللَّه عليه وسلَّم بأنَّ ولد الزَّنْيَة لا يدخل الجَنَّة ومعارضته لقوله تعالى:{وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}[سورة الإسراء: الآية ١٥]، فقد تقدَّم الكلام عنه في حديث (١٦٥١).