وفي بعض نسخ التِّرْمِذِيّ:"هذا حديث غريب. . . " دون قوله: "حسن"، كما في "تحفة الأشراف" للمِزِّيّ (١١/ ٣٢٠) رقم (١٥٨٧٧)، و"تخريج أحاديث إحياء علوم الدين"(١/ ٧٠)، و"الترغيب والترهيب"(٣/ ٥٣٨).
ولم يتكلَّم الحاكمُ، وكذا الذَّهَبِيُّ، عليه بشيءٍ.
وقال البُخَاري في "التاريخ الكبير"(١/ ٢٦١ - ٢٦٢) في ترجمة (محمد بن يزيد بن خُنَيْس): "قال لي محمد حدَّثنا سعيد بن حسَّان عن أُمِّ صالح مرسل. وحدَّثنا قتيبة بَعْدُ بإسناده عن صفيَّة بنت شَيْبَة عن أُمِّ حَبِيبة عن النبيِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال: كُلُّ كلام ابن آدم عليه لا له، إلَّا أمره بالمعروف أو نهيه عن المنكر، أو ذكر اللَّه".
وأما قول محقق "المعجم الكبير" للطبراني، و"مسند الشهاب" للقُضَاعي، الشيخ حمدي السَّلَفي:"محمد بن يزيد قال الحافظ: "مقبول" أي عند المتابعة، ولا متابع له فيما نعلم، فالحديث ضعيف"، فإنَّه موضع نظر. فـ (محمد بن يزيد بن خُنَيْس) قد ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(٨/ ١٢٧) وفيه أنَّه سأل أباه عنه فقال: "كان شيخًا صالحًا كتبنا عنه بمكَّة، وكان ممتنعًا من التحديث فأدخلني عليه ابنه، فقيل لأبي فما قولك فيه؟ فقال: ثقة". كما ترجم له ابن حِبَّان في "ثقاته"(٩/ ٦١) وقال: "كان من خيار الناس، ربما أخطأ، يجب أن يُعْتَبَرَ حديثه إذا بَيَّنَ السماع في خبره، ولم يرو عنه إلَّا ثقة. فأمَّا عبد اللَّه بن مسيَّب فعنده عنه عجائب كثيرة، لا اعتبار بها، مات بعد المائتين".
أقول:(محمد بن يزيد) قد صرَّح هنا بما يفيد السماع، وقد روى هذا الحديث عنه: عليّ بن نصر الجَهْضَمِيّ -وهو ثقة- عند الخطيب، ومحمد بن بشار بُنْدَار -وهو ثقة- عند التِّرْمِذِيّ وابن ماجه.
فلا أرى إعلال الحديث به. وإعلاله إنما يكون بأُمِّ صالح.