ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(١/ ٤٢١) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، ونقل قوله السابق.
وأقرَّه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(١/ ٤٠٠)، وابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(١/ ٤١٣ - ٤١٤) وأضاف:
"وجاء عن أسماء: قَبِلْتُ فاطمة بالحسن، فلم أر لها دَمًا، فقلت يا رسول اللَّه إنِّي لم أر لفاطمة دَمًا في حَيْضٍ ولا نِفَاسٍ. فقال صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: "أما علمت أنَّ ابنتي طاهرة مطهرة، فلا يُرَى لها دم في طَمْثٍ ولا ولادةٍ". أورده المُحِبُّ الطبري في "ذخائر العُقْبَى"، وهو باطل أيضًا، فإنَّه من رواية داود بن سليمان الغازي عن عليّ بن موسى الرضى، واللَّه أعلم".
وقال الحافظ ابن حَجَر في "لسان الميزان"(٣/ ٢٣٨) في ترجمة (العبَّاس بن بكَّار الضَّبِّيّ) بعد أن ذكره من طريق العبَّاس بن بَكَّار، حدَّثنا عبد اللَّه بن المثنَّى، عن عمَّه ثُمَامَة، عن أنس، عن أُمِّ سُلَيْم قالت:"لم يُرَ لفاطمة دم في حَيْضٍ ولا نِفَاسٍ"، قال:"هذا من وضع العبَّاس".
وممَّا يستغربُ له أنَّ الإِمام الشَّوكانِيّ في "الفوائد المجموعة" ص ٣٩٢ بعد أن ذكر الحديث عن ابن عبَّاس وعزاه للخطيب قال: إنَّ في إسناده أحمد بن جُمَيْع الغسَّاني. وهو خطأ ظاهر، فأولًا: الذي في إسناد الخطيب هو (محمد بن أحمد بن جُمَيْع الغَسَّاني)، وليس (أحمد بن جُمَيْع الغَسَّاني) كما قال. وثانيًا: إنَّ (محمد بن أحمد بن جُمَيْع الغَسَّاني الصَّيْدَاوي) هذا: إمام ثقة مشهور، وثَّقه الصُّوري والخطيب وغيرهما -انظر ترجمته في "السِّيَر" للذَّهَبِيّ (١٧/ ١٥٢ - ١٥٦) -. ولم يتنبه محقق "الفوائد" العلَّامة الشيخ عبد الرحمن اليَمَاني رحمه اللَّه إلى خطأ الشَّوْكَانِيّ.