وقال الذَّهَبِيُّ في "ميزان الاعتدال"(٣/ ٤٨٥) بعد أن روى الحديث عن الخطيب من طريقه المتقدِّم: "المُتَّهَمُ بوضعه الرَّازي، ثم إنَّ محمد بن أيوب بن الضُّرَيْس لم يدرك هَوْذَة ولا ابن جُرَيْج ولا أبا صالح"(١).
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(١/ ٣٥٩) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم. وأعلَّه بقوله في (١/ ٣٦٢) منه: "فيه محمد بن أيوب، ولا يُعْرَفُ أنَّه سمع من هَوْذَة ولا روى عنه. قال ابن حِبَّان: يروي الموضوع لا يحلّ الاحتجاج به"! ! .
أقول: عِلَّةُ الحديث (محمد بن إسماعيل الرَّازِيّ) كما تقدَّم، و (محمد بن أيوب -ابن الضُّرَيْس-): إمام ثقة، كما تقدَّم أيضًا. وما نقله ابن الجَوْزي عن ابن حِبَّان من قوله فيه:"يروي الموضوع لا يحلّ الاحتجاج به"، وَهَمٌ من ابن الجَوْزي، فإنّ ابن حِبَّان لم يقل ذلك فيه! ! وقوله هذا إنَّما قاله في (محمد بن أيوب بن سُوَيد الرَّمْلِي) كما في "المجروحين"(٢/ ٢٩٩) له.
والحديث له طرق كثيرة عن عدد من الصحابة، ذكرها ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(١/ ٣٥٨ - ٣٦٣) وأعلَّها كلَّها، وقال: هذا حديث لا يصحُّ من جميع طرقه".
وقال الإِمام ابن كثير في "البداية والنهاية" (٧/ ٣٥٨) بعد أن ذكر أسماء من
(١) هكذا في "الميزان" و"اللسان" (٥/ ٨١): "ولا ابن جُرَيْج ولا أبا صالح". وأظن أنَّ العبارة هكذا: "ولا ابن جُرَيْج، أبا صالح"، إلَّا أنَّه يرد على ذلك أن (أبا صالح ذكوان) قد توفي سنة (١٠١ هـ) كما في "التقريب" (١/ ٢٣٨)، ووفاة (ابن جُرَيْج عبد الملك بن عبد العزيز) كانت سنة (١٥٠ هـ) أو بعدها وقد جاوز السبعين، وقيل: جاوز المائة، ولم يثبت كما قاله الحافظ في "التقريب" (١/ ٥٢٠). وهذا يعني أن (ابن جُرَيْج) قد أدرك (أبا صالح)، بغض النظر عن تحمله عنه أو عدمه.