قال الطبراني في "الأوسط": "لم يرو هذا الحديث عن هشام، إلَّا عبَّاد بن زكريا، تفرَّد به القُلُوسِيّ".
وقال في "الصغير": "لم يروه عن هشام بن حسَّان إلَّا عبَّاد بن زكريا".
أقول: قول الطبراني: "تفرَّد به القُلُوسِيّ"، موضع نظر؛ فإنَّه لم يتفرد به، حيث تابعه (عبَّاد بن الوليد) عند الخطيب كما تقدَّم.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(١٠/ ١٤٣) بعد أن عزاه للطبراني في "معاجمه" الثلاثة: "فيه عبَّاد بن زكريا الصُّرَيْمِيّ، ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح".
وذكره الشيخ الألباني في "الضعيفة"(٤/ ١٥٢) رقم (١٦٥١) وقال: "ضعيف". وعزاه إلى الضياء المقدسي في "المختارة"(٦٦/ ٨٣/ ١)، والدَّارَقُطْنِيّ في "الأفراد"(٢ رقم ١٥)، ونقل عن الدَّارَقُطْنِيّ قوله:"غريب من حديث هشام بن حسَّان عن عِكْرِمَة عن ابن عبَّاس، تفرَّد به عبَّاد بن زكريا، ولم يروه عنه غير أبي يوسف القُلُوسِيّ". وذكر أنَّه لم يقف أيضًا على ترجمة (عبَّاد بن زكريا).
وقد صَحَّ من حديث جماعة من الصحابة، تعوُّذه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم من غلبة الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ العَدُوِّ، ومن فتنة المسيح الدَّجَّال. انظر:"جامع الأصول" الجزء الرابع رقم (٢٣٧٩) و (٢٣٨١) و (٢٣٩١)، و (٢٣٩٢)، وغيرها.
ومن ذلك ما رواه البخاري في الدعوات، باب التعوُّذ من المأثم والمَغْرَم (١١/ ١٧٦) رقم (٦٣٦٨)، ومسلم في المساجد ومواضع الصلاة، باب ما يستعاذ منه في الصلاة (١/ ٤١٢) رقم (٥٨٩)، وغيرهما، عن السيدة عائشة رضي اللَّه عنها أنَّ النبيَّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم كان يقول:"اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من الكسل والهَرَم، والمأْثَم والمَغْرَم. . . ومن فتنة المسيح الدَّجَّال" الحديث. والمَغْرَمُ: الدَّيْن.
وروى النَّسَائي في الاستعاذة، باب الاستعاذة من غلبة الدَّين (٨/ ٢٦٥)،