وبمجيء ناقته تَفَضُّلًا من اللَّه وإكرامًا لك حتى أَنَاخَت ببابك دون النَّاس، ثم جئت بسيفك على عاتقك تضرب به أهل لا إله إلَّا اللَّه؟ فقال: يا هذا إنَّ الرائد لا يكذب أهله، وإنَّ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم أمرنا بقتال ثلاثة مع عليٍّ: بقتال النَّاكِثِينَ، والقَاسِطِينَ، والمَارِقِينَ. فأمَّا النَّاكِثُونَ فقد قابلناهم أهل الجَمَل: طَلْحَة والزُّبَيْر. وأمَّا القَاسِطُونَ فهذا منصرفنا من عندهم -يعني معاوية وعَمْرًا-. وأمَّا المَارِقُونَ فهم أهل الطرفاوات، وأهل السعيفات، وأهل النخيلات، وأهل النهروانات، واللَّه ما أدري أين هم، ولكن لا بد من قتالهم إن شاء اللَّه.
قال: وسمعتُ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم يقول لعمَّار: "يا عمَّارُ تَقْتُلُكَ الفِئَةُ البَاغِيَةُ، وأنت إذ ذاك مع الحقِّ والحقُّ معك. يا عمَّار بن ياسر: إنْ رأيت عليًّا قد سلك واديًا، وسلك النَّاس واديًا غيره، فاسلك مع عليٍّ، فإنَّه لن بدليك في ردي، ولن يخرجك من هدي. يا عمَّار: من تقلَّد سيفًا أعان به عليًّا على عدوّه، قلَّده اللَّه يوم القيامة وِشَاحَيْنِ مِنْ دُرٍّ، ومن تقلَّد سيفًا أعان به عدو عليٍّ، قلَّده اللَّه يوم القيامة وِشَاحَيْنِ مِنْ نَارٍ".
قلنا يا هذا حَسْبُكَ رحمك اللَّه، حَسْبُكَ رحمك اللَّه.
(١٣/ ١٨٦ - ١٨٧) في ترجمة (مُعَلَّى بن عبد الرحمن الوَاسِطِيّ).
مرتبة الحديث:
موضوع. وقوله في الحديث:"يا عَمَّار تَقْتُلُكَ الفِئَةُ البَاغِيَةُ" قد صَحَّ من طرق أخرى.
ففي إسناده صاحب الترجمة (مُعَلَّى بن عبد الرحمن الوَاسِطيّ)، وهو كذَّاب وضع في فضل عليّ بن أبي طالب رضي اللَّه عنه سبعين حديثًا مقرًّا به كما نقله عنه يحيى بن مَعِين. وتقدَّمت ترجمته في حديث (٨٦١).