وقال الإمام ابن كثير في "البداية والنهاية"(٣/ ١٨١): "هذا إسناد حسن، وهو من أجود ما رُوي في قصَّة نسج العنكبوت على فم الغار، وذلك من حماية اللَّه رسوله صلَّى اللَّه عليه وسلَّم".
وقد حَسَّنَ الحافظ ابن حَجَر إسناده أيضًا في "فتح الباري"(٧/ ٢٣٦) -في مناقب الأنصار، باب هجرة النبيِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وأصحابه إلى المدينة-.
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(٧/ ٢٧): "رواه أحمد والطبراني، وفيه عثمان بن عمرو الجَزَري وثَّقه ابن حِبَّان وضعفه غيره، وبقية رجاله رجال الصحيح".
وقال الشيخ أحمد شاكر رحمه اللَّه في تعليقه على "المسند" رقم (٣٢٥١): "في إسناده نظر: من أجل عثمان الجَزَري".
أقول: في تحسين الحافظين ابن كثير وابن حَجَر لإسناده، نظر، لوجود (عثمان الجَزَري) فيه، وقد علمت حاله من قبل. وبه أعلَّ الشيخ الألباني حفظه المولى الحديث في تخريجه لأحاديث "فقه السيرة" ص ١٦٣، ولم يرتض تحسينهما له.
وقد ذكر الحافظ ابن حَجَر في "الفتح"(٧/ ٢٣٦) له شاهدًا لنسج العنكبوت من حديث الحسن البَصْرِيّ مرسلًا، أخرجه أبو بكر المَرْوَزِيّ في "مسند أبي بكر الصِّدِّيق".
أقول: أخرجه أبو بكر المَرْوَزِيّ في "مسند أبي بكر الصِّدِّيق" ص ١١٧ - ١١٨ رقم (٧٣)، عن أحمد بن عليّ، عن بشَّار الخَفَّاف، عن جعفر بن سفيان، عن أبي عِمْرَان الجَوْني، عن المعلَّى بن زياد، عن الحسن مرسلًا. وقال محققه الشيخ شعيب الأرنؤوط حفظه المولى:"إسناده حسن إلَّا أنه مرسل".
أقول: بل إسناده ضعيف إلى جانب أنه مرسل، فإنَّ فيه (بشار بن موسى الخفاف العِجْليّ)، وقد ضعَّفه: ابن مَعِين وقال: "من الدَّجَّالين"، والفَلَّاس، والبخاري، وأبو داود، والنَّسَائي، وأبو حاتم، وأبو زُرْعَة، وأبو أحمد الحاكم، والفضل بن سهل، والخَلِيلي. وكان أحمد حسن القول فيه. وقال ابن عدي: