ورواه الطبراني في "المعجم الصغير"(٢/ ٥٨)، من طريق أيوب بن سُوَيْد، عن الفُرَات بن سليمان، عن الأَعْمَش، عن معاوية بن قُرَّة، عنه، به. ولفظه عنده:"العمل في الهرج والفتنة كالهجرة إليَّ".
وقال:"لم يروه عن الفرات إلّا أيوب، ولا رواه عن الأَعْمَش إلّا الفرات وسعد بن الصَّلْت".
والحديث قد رواه مسلم في الفتن، باب فضل العبادة في الهَرْج (٤/ ٢٢٦٨) رقم (٢٩٤٨)، والتِّرْمِذِيّ في الفتن، باب ما جاء في الهَرْج والعبادة فيه (٤/ ٤٨٩) رقم (٢٢٠١)، من طريق حمَّاد بن زيد، عن معلَّى بن زياد، عن معاوية، عن مَعْقِل مرفوعًا بلفظ:"العِبَادَةُ في الهَرْجِ كهجرةٍ إليَّ".
وقال مسلم:"وحدَّثنيه أبو كامل، حدَّثنا حمَّاد بهذا الإسناد نَحْوَهُ".
وبلفظ مسلم، رواه ابن ماجه في الفتن، باب الوقوف عند الشبهات (٢/ ١٣١٩) رقم (٣٩٨٥)، من طريق جعفر بن سليمان، عن المعلَّى بن زياد، عن معاوية، به.
وبلفظ:"العبادة" أيضًا، رواه أحمد في "المسند"(٥/ ٢٧)، من طريق مسلم بن سعيد الثَّقَفِيّ، عن منصور بن زَاذَان، عن معاوية، به.
أقول:(مسلم بن سعيد الثَّقَفِي) عند أحمد في إسناده المتقدِّم، هو (مسلم بن سعيد) عند الخطيب. وذكرتُ أنَّه (الوَاسِطي ابن أخت منصور بن زَاذَان) ولم أقف على من ترجم له. ولم يذكره الحافظ في "تعجيل المنفعة" مع أنَّه على شرطه.
وممّا يلاحظ أنَّ كلا اللفظين:"العبادة" و"العمل"، قد رُويا من طريق حمَّاد بن زيد، عن المعلَّى، عن معاوية، عن مَعْقِل. وأنَّ لكلِّ واحدٍ من اللفظين متابع أيضًا. فلا أدري إن كان ذلك من تصرف الرواة، أو أنَّ كلًّا منهما محفوظ، واللَّه أعلم.