ورواه أبو داود الطَّيَالِسِيّ في "مسنده" ص ٢٤٦ رقم (١٧٧٧)، من ذات الطريق السابق مطوَّلًا.
كما رواه بأطول مما عند الطَّيَالِسِيّ: ابن أبي شَيْبة كما في "المطالب العالية"(٣/ ٥٤) رقم (٢٨٥٩).
والحديث رواه مسلم في "صحيحه" في الإيمان، باب بيان تفاضل الإسلام، وأيّ أموره أفضل (١/ ٦٥) رقم (٤١) من طريق ابن جُرَيْج أنّه سمع أبا الزُّبَيْر يقول: سمعت جابرًا يقول: سمعت النبيَّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم يقول: "المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المسلمونَ من لِسَانِهِ ويَدِهِ".
وإنما اعتبرت الحديث من الزوائد لأنه ليس عند مسلم قوله:"وجاء رجل يسأل النبيّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: أيُّ الإِسلام أفضل". وقد كان ردّ النبيّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم عند الخطيب ومن أخرجه بهذه الزيادة، جوابًا على صفة محددة:"أيُّ الإسلام أفضل"؟ مما حمل معه معنى خاصًّا في الجواب، دالًّا على أحسن خصال الإِسلام، مما ليس في رواية مسلم، واللَّه أعلم.
وقد روى البخاري في الإيمان، باب أيّ الإِسلام أفضل (١/ ٥٤) رقم (١١)، ومسلم في الإيمان، باب بيان تفاضل الإسلام وأيّ أموره أفضل (١/ ٦٦) رقم (٤٢)، وغيرهما، عن أبي موسى الأَشْعَرِيّ قال: قلت يا رسول اللَّه: أيّ الإسلام أفضل؟ قال:"من سَلِمَ المسلمون من لسانه ويده".
هذا لفظ مسلم، ولفظ البخاري:"قالوا: يا رسول اللَّه: أيُّ الإسلام أفضل. . ".
وحديث:"المسلمُ مَنْ سَلِمَ المسلمونَ مِنْ لِسانِهِ وَيَدِهِ"، رُوي من طريق ثلاثة عشر صحابيًا، حتى عدّه السُّيُوطيُّ في "الأزهار المتناثرة" ص ٣٦ - ٣٧ من الأحاديث المتواترة. وتابعه على ذلك الزَّبِيدي في "لقط اللآلئ المتناثرة" ص ٣٥، والكَتَّاني في "نظم المتناثر" ص ٢٩ - ٣٠.