في البادية يقول: سمعت أنس بن مالك رضي اللَّه عنه يقول: سمعت رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم يقول: "يقول اللَّه عزَّ وجلَّ: مَنْ لَمْ يرض بقضائي وقَدَرِي فليلتمس ربًّا غيري". أخبرناه أبو القاسم الشَّحَّاميّ بنَيْسَابُور، أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسين الحافظ إجازةً، أخبرنا الحاكم أبو عبد عبد اللَّه الحافظ - الحديث. وهو مُظْلِمٌ لا أصل له".
أقول: إسناده تالف، ففيه (عليّ بن يزداد الجُرْجَاني الصَّائِغ الجَوْهَرِيّ أبو الحسن) ترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان" (٣/ ١٦٣) وقال: "شيخٌ لابن عدي، مُتَّهَمٌ. روى عن الثقات أَوَابِدَ". وأقرَّه في "اللسان" (٤/ ٢٦٧). كما ترجم له السَّهْمِيّ في "تاريخ جُرْجَان" ص ٣٠٩ - ٣١٠ مِنْ قَبْلُ، وقال: "روى عن قومٍ لا يُعْرَفُونَ، وعن قومٍ معروفينَ ما لا يَحْتَمِلُونَ".
وللحديث شاهدٌ ضعيفٌ جدًّا من حديث أبي هند الدَّارِيّ مرفوعًا بلفظ: قال اللَّه تبارك وتعالى: من لم يرض بقضائي ويصبر على بلائي فليلتمسن ربًّا سوائي".
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(٢٢/ ٣٢٠ - ٣٢١) رقم (٨٠٧)، وابن حِبَّان في "المجروحين"(١/ ٣٢٧) من طريق سعيد بن زياد، عن أبي زياد بن فائد (١)، عن أبيه فائد بن زيّاد، عن جَدِّه زيّاد بن أبي هند، عن أبي هند الدَّارِيّ.
قال ابن حِبَّان بعد أن ذكر أنّ (سعيدًا) هذا قد حَدَّثَ بِنُسْخَةٍ بهذا الإسناد: "فلا أدري البلية فيها منه أو من أبيه أو من جدِّه. لأنَّ أباه وجدّه لا يُعْرَف لهما رواية إلَّا من حديث سعيد. والشيخ إذا لم يرو عنه ثقة فهو مجهول لا يجوز الاحتجاج به. . . . ".
(١) في "المجروحين": "قائد" بالقاف. وصرَّحَ الحافظ ابن حَجَر في "الإصابة" (٤/ ٢١٢) أنه بالفاء.