لا يكذب، ولكن يحمله الشَّرَهُ على أن يقول: حدَّثنا. ووجدت في كتبه مواضع: ذكره فلان، وفي كتابي: عن فلان. ثم يقول: أخبرنا".
وعقّب الخطيب على تلك الأقوال بقوله: "لم يَثْبُتْ مِنْ أَمْرِ ابن البَاغَنْدِيّ ما يُعَابُ به سوى التدليس، ورأيت كافّة شيوخنا يحتجون بحديثه ويُخْرِجُونَهُ في الصحيح".
٤ - "السِّيَر" (١٤/ ٣٨٣ - ٣٨٨) وقال: "الإمام الحافظ الكبير". وقال: "ولد سنة بضع عشرة ومائتين". وكانت وفاته سنة (٣١٢ هـ).
٥ - "طبقات المدلِّسين" لابن حَجَر ص ١٠٨ رقم (١٠٠)، حيث عدَّه من أهل الطبقة الثالثة. وهؤلاء كما قال الحافظ في أول كتابه ص ٢٣: "مَنْ أكثر مِنَ التدليس فلم يحتج الأئمة من أحاديثهم إلّا بما صَرَّحُوا فيه بالسماع، ومنهم من ردّ حديثهم مطلقًا، ومنهم مَنْ قَبِلَهُمْ، كأبي الزُّبَيْر المَكِّيّ".
أقول: قد صرَّح (أبو بكر البَاغَنْدِيّ) في روايته هنا بالتحديث، فانتفت شبهة التدليس.
و(فَضَالَةُ بن الفضل بن فَضَالة التَّمِيمي الكوفي الطُّهَوِيّ أبو الفضل) ترجم له الذَّهَبِيّ في "الكاشف" (٢/ ٣٢٧) وقال: "ثقة". وقال ابن حَجَر في "التقريب" (٢/ ١٠٩): "صدوق ربما أخطأ، من صغار العاشرة، مات سنة خمسين ومائتين"/ ت. وفي ترجمته له في "التهذيب" (٨/ ٢٦٨) نقل عن أبي حاتم قوله فيه: "صدوق". وعن النَّسَائي: "ثقة". وأَنَّ ابن حِبَّان ذكره في "الثقات" وقال: "ربما أخطأ". ولم يذكر سوى ذلك.