للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال أبو عيسى التِّرْمِذِيّ: "قال أحدهما (١) في حديثه: الحُسْوَةُ (٢) منه حرام. هذا حديث حسن".

فالناظر في رواية البُخَاري ومسلم والنَّسَائي وابن ماجه، يجد أنها في مجملها بمعنى رواية الخطيب.

وأنَّ رواية أبي داود والتِّرْمِذِيّ فيها زيادة قوله: "وما أسكر منه الفَرَقُ، فملء الكَفِّ منه حرام".

وهي بمعنى قوله صلَّى اللَّه عليه وسلَّم في رواية الخطيب: "قليل ما كثيره مسكر حرام".

فبقي قوله صلَّى اللَّه عليه وسلَّم في رواية الخطيب: "وكثير ما قليله مسكر حرام"، فهذه الزيادة بهذا اللفظ لم يُجَرِّجْهَا أحدٌ من أصحاب الأصول الستة عن السيدة عائشة، لكن معناها مُتَضَمَّنٌ في رواية البخاري ومن تابعه، فهي زيادة فيها مزيد تخصيص وتأكيد، لكنها لا تضيف حكمًا جديدًا. ولذا لم أعتبر حديث الخطيب هذا من الزوائد.

لكن ممَّا يتنبه له هنا أنَّ الزيادة يمكن أن تكون في ظاهرها مؤكِّدةً ليس إلّا، لكن سَبْرَها في سياقها يوصل إلى أنها تضيف معني زائدًا مؤثرًا إلى جانب كونها مؤكِّدة.

ومثال ذلك:

ما رواه الحافظ الخطيب في "تاريخ بغداد" (١٠/ ٢٨٥) عن أبي هريرة قال: "إنَّ النبيَّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم سَجَدَ في إذا السماء انشقت، عشر مرات".


(١) الحديث رواه الترمذي من طريقين، أحدهما روي فيه هذا اللفظ.
(٢) الحُسْوَة: "بالضم، الجَرْعَةُ من الشراب بقدر ما يُحسى مرَّة واحدة. والحَسْوَة -بالفتح-: المَرَّة". "النهاية" (١/ ٣٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>