قال الحاكم:"هذا حديث قد روي بأسانيد قريبة عن أنس بن مالك رضي اللَّه عنه مما علونا في أسانيد منها. وأقرب هذه الروايات إلى الصحّة ما ذكرنا".
وتعقَّبه الذَّهَبِيُّ في "تلخيص المُسْتَدْرَك" بقوله: "جَمِيع -وهو الراوي عن عبد اللَّه بن بُسْر-: واهٍ".
أقول:(جَمِيع بن ثُوَب الرَّحْبِيّ الشَّامِيّ الحِمْصِيّ): منكر الحديث -وستأتي ترجمته في حديث (٢١٠١) -، إلَّا أنَّه لم يتفرَّد به، فقد توبع عليه. أخرجه الضياء المَقْدِسي في "المختارة" ورقة (١١٣/ ٢) -كما في حاشية محقق "السِّيَر"(٢٠/ ٤٣٢) - من طريق أبي يَعْلَى والطبراني بإسناديهما عن بقيّة بن الوليد الحِمْصي، وقال الطبراني عنه: حدَّثنا محمد بن عبد الرحمن بن عِرْق اليَحْصَبِي، عن عبد اللَّه بن بُسْر، به.
ورجال إسناده حديثهم حسن عدا (محمد بن عبد الرحمن بن عِرْق اليَحْصَبِي) فإنَّ ابن حِبَّان قد ذكره في "ثقاته"(٥/ ٣٧٧) وقال: "لا يحتجُّ بحديثه ما كان من رواية إسماعيل بن عيَّاش وبقيَّة بن الوليد ويحيى بن سعيد العطَّار وذويهم، بل يعتبر من حديثه ما رواه الثقات عنه".
وترجم له البخاري في "التاريخ الكبير"(١/ ١٥١)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(٧/ ٣١٦)، ولم يذكرا فيه جرحًا أو تعديلًا.
وترجم له ابن حَجَر في "التهذيب"(٩/ ٣٠٠) وقال: "قال عثمان الدَّارِمي عن دُحَيْم: ما أعلمه إلَّا ثقة". وقال عنه في "التقريب"(٢/ ١٨٤): "صدوق، من الخامسة"/ بخ د س ق.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(١٠/ ٢٠) بعد أن ذكر حديث عبد اللَّه بن بُسْر بلفظ: "طوبى لمن رآني، وطوبى لمن رأى من رآني، طوبى لهم وحسن مآب": "رواه الطبراني وفيه (بقيَّة) وقد صرَّح بالسماع فزالت الدُّلْسَةُ، وبقية رجاله ثقات".