وعزاه السُّيُوطيُّ في "الجامع الكبير"(١/ ٦٩٩) تامًّا، وبلفظ:"ومِنْبَرِي على تُرْعَةٍ" بدلًا من "وحَوْضِي على تُرْعَةٍ. . . "، إلى الضياء المَقْدِسي والشَّاشِي أيضًا.
والشطر الأول من الحديث:"ما بين حُجْرَتي إلى مِنْبَري رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الجَنَّةِ" له شواهد عِدَّة، بل عدَّه السُّيُوطيُّ في "الأزهار المتناثرة" ص ١٨٧ - ١٨٨ من الحديث المتواتر، وتابعه الكَتَّاني في "نظم المتناثر" ص ١٢٨.
ومن شواهده، ما رواه البخاري في فضل الصَّلاة في مسجد مكَّة والمدينة، باب فضل ما بين القبر والمنبر (٣/ ٧٠) رقم (١١٩٦)، ومسلم في الحجِّ، باب ما بين القبر والمنبر روضة من رياض الجنة (٢/ ١٠١١) رقم (١٣٩١)، وغيرهما، عن أبي هريرة مرفوعًا:"ما بين بَيْتِي ومِنْبَرِي روضةٌ من رياض الجنَّة، ومِنْبَرِي على حَوْضِي".
وسيأتي برقم (٦٣٧) من حديث أبي سعيد الخُدْري، وبرقم (١٧٠١) من حديث سعد بن أبي وقَّاص، وبرقم (١٨٤١) من حديث ابن عمر.
أمَّا ما ورد في بعض الروايات -خارج "الصحيحين"- بلفظ:"قَبْرِي" بدلًا من "بَيْتِي"، فإنَّه تصرف من بعض الرواة، حيث رووه بالمعنى.
قال الإمام ابن تيمية رحمه اللَّه في "قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة" ص ٨٤: "والثابت عنه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم أنَّه قال: "ما بين بَيْتِي ومِنْبَرِي روضة من رياض الجنة"، هذا هو الثابت في "الصحيح"، ولكن بعضهم رواه بالمعنى فقال: "قبري"، وهو صلَّى اللَّه عليه وسلَّم حين قال هذا القول لم يكن قد قُبِرَ بَعْدُ صلوات اللَّه وسلامه عليه، ولهذا لم يحتجّ بهذا أحد من الصحابة، إنما تنازعوا في موضع دفنه، ولو كان هذا عندهم لكان نصًّا في محلِّ النِّزَاعِ، ولكن دُفِنَ في حُجْرَةِ